حزب الله انتقل من ثلاثيته القديمة المستهلكة : جيش، شعب، مقاومة، الى ثلاثية جديدة: ارض، سلاح، روح. فنعيم قاسم ، وانطلاقا من جعله السلاح في منزلة الروح، اكد ان الحزب لن ينزِِع السلاح ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. ولم يكتف قاسم بذلك بل انتقد نظرية حصرية السلاح التي اطلقها رئيس الجمهورية معتبرا انها مطلب اسرائيلي – اميركي. مواقف الامين العام لحزب الله ،تعني ان الحزب، وبخلاف ما يروج له البعض، لن يتنازل عن سلاحه طوعا، وانه لن يسيرَ برضاه بنظرية حصر السلاح. فكيف ستتصرف السلطة حيال الامر، وخصوصا انها مطالبة من المجتمعين العربي والدولي بانهاء ملف السلاح باسرع وقت ممكن؟ وألا يُشرع موقف قاسم الابواب أمام اعتداء اسرائيلي جديد، في ظل غياب التوازن على كل المستويات العسكرية بين الحزب واسرائيل؟ والمضحك- المبكي في الموضوع ان قاسم نقض بنفسه اليوم نظرية توازن الرَدْع التي “فلقنا” مسؤولو حزبِ الله بتردادها منذ عام 2006 . فهو اعلن ان عدم التوازن العسكري بين المقاومة والعدو امر طبيعي وعادي. فاذا كان التوازن غيرَ موجودٍ من الاساس، لماذا كانت مغامرتا حربي الاسناد واوُلي البأس اللتان دفّعتا لبنان الكثير الكثير؟
وبينما كان قاسم يصعدّ كلاميا كان افيخاي ادرعي يوجه انذارا لسكان بلدة يانوح يطلب فيه منهم الابتعاد عن منزل محدد، كان الجيش فتشه صباحا ولم يجدوا شيئا فيه . وقد فعل التهديد الاسرائيلي فعله، اذ عاد الجيش وفتش المنزلَ ثانيةً ، ما جعل اسرائيل تجمد الغارة موقتا وَفق ادرَعي. لكن الامر لم يمر من دون اشكالات مع بعض الاهالي ما شَحَن الاجواء في البلدة.