مرة جديدة يقحم حزب الله لبنان في أزمات ومشاكل ومعارك لا تنتهي.
فبعد حرب اسناد غزة التي استجاب فيها لمصالح ايران محملا الدولة اللبنانية وجميع اللبنانيين نتائجها المدمرة، ها هو يقحم لبنان في معركة ديبلوماسية مع قبرص من دون ان يسأل الحكومة ووزير خارجيتها، ومن دون ان يبالي بمصالح اللبنانيين في الجزيرة.
هكذا يؤكد حزب الله مرة جديدة انه يريد ان يحل مكان الدولة في كل شيء.
فكما صادر قرار الحرب والسلم في الثامن من تشرين الثاني الفائت، ها هو اليوم يحاول مصادرة القرار الديبلوماسي عبر توجيه أمينه العام تحذيرات بل تهديدات الى السلطات القبرصية.
فهل يعرف الامين العام لحزب الله مقدار الضرر الذي يلحقه كلامه باللبنانيين في قبرص؟ والا يدرك ان اللبنانيين شبعوا من الأضرار التي يلحقها الحزب بهم، بقدر ما شبعوا من محاولته احتكار كل السلطات في لبنان؟
المهم هذه المرة ان الدولة تحركت عبر وزارة الخارجية. فأجرى الوزير عبد الله بو حبيب اتصالا بوزير خارجية قبرص، كما اصدرت الوزارة بيانا شددت فيه على العلاقات التاريخية بين البلدين.
لكن ما حصل لا يكفي. اذ مطلوب من المسؤولين اللبنانيين ان يقفوا وقفة مسؤولة وان يضعوا الحزب عند حده، والا سننتقل من نظرية ما بعد بعد حيفا، الى نظرية ما بعد بعد قبرص.
اذا فيما نصر الله يهدد فان لبنان الرسمي يحاول الترقيع…فهل يعد توسيع رقعة الأعداء في اللحظات المفصلية من علامات القوة او الضعف؟