هل صحيح ان تشكيل الحكومة يواجه عراقيل، وان تلك العراقيل ستؤخر عملية التأليف حتى الاسبوع المقبل؟
مبدئيا، التأخير حصل. فالطبخة الحكومية، على ما يبدو، لم تنضج بعد، والعراقيل والمطبات بدأت تظهر، وهي تنطلق كلها من اصرار الثنائي امل – حزب الله على الاحتفاظ بوزراة المال وعلى تسمية وزير لها، كأن شيئا لم يتغير في الحكم وفي البلد.
وهذا الامر اثار تحفظ بقية القوى السياسية والكتل النيابية التي طالبت بأن تعامل بالمثل، اي ان يكون لها الحق في اختيار الوزارات وفي تسمية الوزراء. وهنا حصل الاشكال سياسيا، وتطور اعلاميا، فتعقدت، جزئثيا، عملية التشكيل . والسؤال: كيف سيتم تجاوز الاشكالية المطروحة؟
وفق المعلومات فان رئيس الحكومة المكلف يعمل بجهد وتكتم شديدين لتجاوز التعقيدات المستجدة. وقد بدأت بعض الاوساط السياسية تتداول في حل يقضي بابقاء وزارة المال للطائفة الشيعية على الا يكون الوزير من حصة الثنائي، بل يسميه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
على اي حال اجتماع بعبدا الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس الحكومة المكلف اوضح الكثير من الامور العالقة بين الرجلين لكنه لم يذلل كل العقبات . فهل نكون امام دينامية حكومية الجديدة تلاقي الدينامية العربية والدولية المؤيدة للعهد، وهي دينامية واضحة ومعبرة؟
فغدا يزور لبنان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، وهي اول زيارة لمسؤول سعودي على هذا المستوى منذ خمسة عشر عاما. وينتظر ان يوجه الوزير السعودي في زيارته دعوة الى الرئيس عون لزيارة المملكة، على ان تكون اول اطلالة خارجية لرئيس الجمهورية .
جنوبا، ايام قليلة تفصلنا من انتهاء مهلة وقف اطلاق النار. واللافت ان الاسرائيلي كثف اليوم عمليات تفجير المنازل في القرى الحدودية . فهل هي مقدمات ما قبل الانسحاب، ام ان اسرائيل، كما تورد بعض التوقعات ، لن تنسحب في المهلة المحددة وستبقى تماطل حتى اشعار آخر؟
