ثلاثة اعيد الاعتبار لهم في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. الاول الشهيد نفسه. فالذكرى جاءت بعد سقوط المنظومة الامنية – العسكرية – السياسية التي اغتالت رفيق الحريري ، وتحديدا بعد انهيار النظام السوري وهروب بشار الاسد بطريقة مذلة، وبعد نكسة كبرى اصابت حزب الله والنظام الايراني نتيجة رهانات خاسرة، ونتيجة المبالغة في ممارسة سياسة الاستقواء والغلبة في لبنان والمنطقة. وكما الوالد كذلك الابن. فالرابع عشر من شباط اعاد الاعتبار لسعد الحريري بعودة تيار المستقبل بقوة الى الساحة السياسية. واذا كان اعلان تعليق العمل السياسي قبل ثلاث سنوات وشهر تم في صالة مغلقة وفي اجواء غلب عليها التأثر حتى لا نقول الحزن، فان قرار عودة تيار المستقبل الى العمل السياسي جاء في الهواء الطلق وفي جو شعبي واحتفالي كبير، وحتى تحت سماء زرقاء تتماهى مع لون تيار المستقبل! اما اعادة الاعتبار الثالثة فلجمهور المستقبل، بل للجمهور السيادي ككل، اي لجمهور ” لبنان أولا”. فكلمة الحريري، وان لم تكن قاسية شكلا، لكنها في المضمون حملت اكثر من معنى سياسي، وخصوصا عندما دعا رئيس تيار المستقبل اهل الجنوب والبقاع والضاحية الى ان يكسروا اي انطباع سابق بانهم قوة تعطيل واستقواء وسلاح… لكن ما يحصل على الارض لا يوحي البتة ان حزب الله في وارد التخلي عن السياسة التي يتبعها. فهو اليوم عاد الى قطع السير على طريق المطار القديمة تحت جسر الكوكودي ، وذلك احتجاجا على التدابير التي تتخذ تجاه الطائرات الايرانية. فهل مسموح ان يبقى مطار رفيق الحريري الدولي تحت رحمة مسلحي حزب الله؟ وهل مسموح ان كل قرار تتخذه الحكومة، وتنفذه القوى العسكرية الشرعية، يلقى ممانعة من قوى عسكرية غير شرعية؟ جنوبا، المواقف على حالها . يؤكد الامر ما بثه الاعلام الاسرائيلي من ان اسرائيل رفضت اقتراحا بنشر قوات فرنسية محل قواتها في لبنان لضمان انسحابها بحلول الثامن عشر من شباط. البداية من ذكرى اغتيال رفيق الحريري، حيث اعلن سعد الحريري أمام عشرات الالاف من مناصريه العودة الى الحياة السياسية.
مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية الجمعة 14/2/2025