استقبلوه بالاعتداء على القضاء وودعوه بالاعتداء على اليونيفيل، بهذه الطريقة المهينة للبنان تعاطت “المنظومة” مع أرفع ضيف اممي جاء ليتضامن مع دولة مظلومة وشعب يحتضر. نعم هكذا غادر انطونيو غوتيريش لبنان بمرارة لا توصف وبكلمات غاضبة مؤنبة سمعتها أمم العالم بوضوح، بما ينذر بأنه يكون آخر زائر من هذا الوزن يزور لبنان فاقد السيادة والوزن.
فإلى جانب عدم اكتراثهم لوجوده وعدم اصطناع الاستماع اليه حتى، ومواصلتهم اعتداءاتهم على المؤسسات والتراشق بالتهم والشتائم حول من يتحمل مسؤولية إفشال الصفقة المهينة التي كانت تستهدف القضاء والتحقيق في جريمة المرفأ.
الى جانب ذلك، حركت الدويلة ميليشيا “الأهالي” ضد اليونيفيل في الجنوب ، في بلدة شقرا تحديدا، انتقاما من غوتيريش لأنه وصف حزب الله بأنه فيل في كاليري خزف، للدلالة على حجمه وورمه المؤذيين للدولة .
وقد شوش الحزب بتصرفه الفوقي هذا، على احتمال عودة مفاوضات الترسيم، و أنذر بقطع آخر خيط يربط لبنان بالشرعية الدولية ، والمتمثل بوجود اليونيفيل الساهرة على تطبيق القرار 1701 في الجنوب وباقي القرارات الدولية ذات الصلة بسيادة لبنان واستقلاله.
تزامنا، وفي ترجمة فاقعة للقرار بتعطيل القضاء ، علق المحقق العدلي طارق البيطار، مجددا تحقيقه في انفجار مرفأ بيروت، بعد تبلغه دعوى تقدم بها الوزيران السابقان غازي زعيتر وعلي حسن خليل، طلبا فيها نقل القضية إلى قاض آخر.
أما مسار تعطيل الحكومة فجار على قد وساق ، وقد استعاض رئيس الجمهورية الغاضب من ميقاتي والثنائي الشيعي، وتحديدا حزب الله الذي تخلى عنه، واستعاض عنه بجلسة وزارية الطابع والقرارات للمجلس الأعلى للدفاع، بديلا من اجتماعات مجلس الوزراء التي بات محسوما أنها لن تحصل في الزمن المتبقي من عهد ميشال عون.
في هذه الأثناء، تسعى المنظومة المنفصلة عن الواقع الى استثمار دفق المغتربين العائدين الى الوطن في الأعياد، لتقول بأن لبنان لا يزال مقصدا آمنا وللإفادة من الدولارات الطازجة التي سيصرفها هؤلاء في لبنان، وذلك لإطالة عمر الأزمة وتطيير الانتخابات ،
من دون أن يكون للأمر تبعات كبرى على الوضعين المالي والاقتصادي. علما بأن المنتشرين جاؤوا محملين بالأدوية لتعذر شرائها في لبنان، وبالمال لفقدانهم الثقة بالنظام المصرفي. لذلك ، وصدا للوقاحات الانقلابية السلطوية، تمسكوا بالانتخابات ايها اللبنانيون ، أقبلوا عليها، وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.