فصح مجيد، وكل عيد وأنتم بخير. ومع أن الحدث الإلهي روحاني بامتياز، فإن السياسة حضرت بقوة في بكركي، إن من خلال عظة البطريرك الماروني، أو من خلال ما قاله الرئيس ميشال عون للصحافيين.
الراعي دعا الى رفع الهيمنة عن لبنان وتوحيد السلاح والتوقف عن تعطيل القضاء بحيث لا يبقى سوى سلاح واحد وقرار واحد. كما حذر سيد بكركي من تغيير هوية النظام الاقتصادي للبنان. ومع أن هذه المواقف ليست جديدة كليا، لكن أهميتها اليوم مضاعفة، إذ ان الراعي قالها أمام رئيس الجمهورية وأمام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وهما المسؤولان بشكل أو بآخر عن تأمين التغطية المسيحية لما يقوم به حزب الله، منذ العام 2006 الى اليوم.
فهل ما قاله البطريرك الراعي، باسم الخط التاريخي لبكركي، سيسمح لعون وباسيل بإجراء قراءة نقدية لمواقفهما المؤيدة لحزب الله، أم أن ما كتب قد كتب، لأن لغة المصالح والمكاسب والمناصب تبقى أقوى من كلمة الحق والحقيقة؟
في الانتقال الى موقف الرئيس عون أمام الصحافيين، فقد لفت غمزه من قناة الثنائي الشيعي عند الحديث عن القضاء.
عون اعتبر أن من عطل الحكومة وانسحب من مجلس الوزراء هو نفسه من يعرقل عمل القضاء وتحقيقات المرفأ “وانتو بتعرفو مينن”. طبعا موقف الرئيس متقدم هنا لكنه ناقص. فرئيس الجمهورية هو المؤتمن على الدستور وعلى حسن تطبيق القوانين، كما انه المسؤول عن حسن سير عمل المؤسسات الدستورية كلها. بالتالي فان موقعه ومسؤولياته تفرض عليه أن يسمي المعرقلين بأسمائهم لا أن يكتفي بالتلميح إليهم.
أكثر من ذلك، رئيس الجمهورية مطالب بالفعل لا بردات الفعل. فالدولة لا تدار بالكلام بل بالفعل، ولا تحكم بالتصريحات بل بالقرارات. فهل كثير أن نطلب ذلك من الرئيس القوي في العهد القوي؟ لذلك ايها اللبنانيون، شاركوا بكثافة في الاستحقاق الانتخابي الاتي. “فالتغيير بدو صوتك وبدو صوتك، وب 15 ايار خللو صوتكن يغير”.