انها سابقة في تاريخ تشكيل الحكومات. فللمرة الاولى يحضر رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وامين عام مجلس الوزراء الى القصر الجمهوري لاعلان تشكيل الحكومة، من دون ان تبصر الحكومة المنتظرة النور!.
ولكن.. متى عرف السبب بطل العجب ! فالثنائي امل – حزب الله، ورغم كل ما الحقه بلبنان من خسائر ومآس، لم يتغير! فما له له، وما لسواه يجب ان يكون له ايضا!
فالاسم الشيعي الخامس الذي تم الاتفاق ان يكون من حصة الرئيس عون والرئيس سلام لم يرض به الرئيس بري، واراد ان يسميه هو، متجاوزا كل اتفاق، ومستهترا بالقاعدة الاساسية التي انطلق منها رئيس الحكومة المكلف للتشكيل وهي: لا تعطيل، ولو من خلال اللجوء الى شعار الميثاقية.
هكذا ترك الرئيس بري الاجتماع غاضبا وخرج من الباب الخلفي للقصر الجمهوري، تجنبا لاسئلة الصحافيين، فيما غادر سلام من الباب الامامي معلنا “مشي الحال وما مشي الحال”.
وهذا يعني ان الحكومة لن تشكل قريبا بالتوافق مع الثنائي، الا اذا قرر سلام تشكيل حكومة امر واقع. لكن في الحالين، المواجهة بدأت حتى قبل ان تولد الحكومة. فالثنائي يعرف ان هناك قرارا محليا واقليميا ودوليا باعادة الامور الى نصابها الطبيعي في لبنان، وهذا لن يحصل طالما ان حزب الله يعتبر نفسه فوق الدولة وفوق القوانين.
لذلك قرر الثنائي عرقلة تشكيل الحكومة لانه لا يريد قيام دولة في لبنان، ولا يريد ان يكون هناك قرار لبناني، بعدما اعتاد طويلا ان يكون القرار اللبناني مجرد صدى للقرار الصادر من ملالي ايران.
فشكرا دولة الرئيس نواف سلام على ما فعلت اليوم. اذ على الثنائي امل وحزب الله ان يعرف ان زمن الفرض ولى، وان زمن التعطيل من داخل المؤسسات ولى ايضا.
فاللبنانيون سئموا المعارك الخاسرة والشعارات الفارغة التي يتقنها الثنائي جيدا، ويريدون بناء غد يشبههم ويشبه أحلامهم، ولا يشبه الماضي الاسود والحاضر القاتم لجمهورية الولي الفقيه.