الأجواء ايجابية، ولكن لا نتيجة عملية ولا تقدم حقيقيا حتى الان!
أنها خلاصة اليوم الاميركي الطويل والهام في لبنان. الموفدان الاميركيان توم براك ومورغان اورتيغاس اوحيا من خلال تصريحيهما بعد اجتماع قصر بعبدا ان في الامكان احداث خرق عملي وايجابي..
لكن الخرق المطلوب، على ما يبدو، صعب ان يحصل. فاسرائيل، رغم كل الاجواء الايجابية، لن تنسحب من النقاط التي احتلتها في الجنوب، ولن توقف عملياتها العسكرية قبل ان يتم سحب سلاح حزب الله ، وهو امر كان رفضه الشيخ نعيم قاسم قطعا قبل اقل من اربع وعشرين ساعة. اذا، موقفا اسرائيل وحزب الله على حالهما.
فالرد الاسرائيلي المنتظر لم يأت بجديد ، فيما موقف حزب الله لم يتطور ما دفع اورتيغاس الى وصف خطاب نعيم قاسم بالمثير للشفقة.
ولكن، رغم كل ما يحصل فان الدور الاميركي مستمر، وهو دور ايجابي يهدف الى رسم مستقبل آخر للبنان بعيدا من اجواء الحروب العبثية. والتوقف عند ايجابية الدور الأميركي، لا يلغي تحفظات على الزلات الكلامية التي يقع فيها توم براك.
فالأخير يثير ضجة كبيرة وزوبعة انتقادات كلما تكلم. ففي زيارة سابقة له حذر اللبنانيين من خطر وجودي، وان مناطق عدة من بلادهم قد تعود الى خريطة بلاد الشام اذا لم يتحركوا بالسرعة المطلوبة.
وأما اليوم فانه ارتكب خطأين كبيرين. الاول اطلاق وصف قاس غير انساني على المراسلين والمندوبين في القصر الجمهوري، ثم اعتباره ان ابناء الطائفة الشيعية يشكلون أربعين في المئة من مجموع الشعب اللبناني.
انهما خطأان شكليان كبيران يجب على باراك، في حال عاد الى لبنان ان يتجنب ارتكاب مثلهما من جديد، وخصوصا ان الديبلوماسية هي، في العمق، فن تدوير الزوايا لا فن سن الزوايا لتجرح وتدمي” ع الطالع وع النازل”.
