غدا اسبوع آخر.. وهو زاخر بالتطورات. لبنانيا، رئيس الجمهورية يستأنف نشاطه، ومن المرتقب ان يحصل تواصل بينه وبين رئيس الحكومة على خلفية واقعة الروشة، او “مهزلة” الروشة. واللبنانيون ينتظرون ان يؤدي التواصل بين عون وسلام الى اتخاذ تدابير جذرية ضد المرتكبين والمقصرين. فما حصل ضَرْبٌ لمفهوم الدولة، ولصدقية الجيش والقوى الامنية. واذا كانت الدولة العميقة لم تتخذ قرارا لمواجهة التعدي على القانون وعلى الانتظام العام، فهل سيكون هناك تحرك بمفعول رجعي؟ بمعنى آخر، هل سيتحرك القضاء والاجهزة المعنية لالقاء القبض على المرتكبين والمخالفين، ام ان الامور س “تلفلف” على الطريقة اللبنانية؟ علما ان اللفلفة ستكون نتائجها مكلفة كثيرا على السلطة في لبنان، وخصوصا على العهد. فالدول المعنية تابعت وتتابع ما يحصل، وقد سجلت ملاحظات سلبية على أداء القوى الامنية، وهي ملاحظات تترتب عليها نتائج سيئة، قد يكون من ابرزِها تباطؤ المجتمعين العربي والدولي في عقد مؤتمر لدعم الجيش. علما انه ما ان ينتهيَ “قطوع” الروشة حتى يصبح الجيش امام استحقاق تقديم تقريرٍ لمجلس الوزراء عما انجزه طوال الشهر الفائت في اطار عملية حصر السلاح. فهل من تقدم حقيقي حصل؟
اقليميا، الامور ليست اقل تعقيدا. فالعقوبات الاممية على ايران عادت بعد عشرة اعوام من رفعها، وذلك نتيجةً لفشل المفاوضات النووية. واللافت انه لم تنقض ساعات قليلة على بدء تنفيذ القرار، حتى سَجل الريال الايراني هبوطا قياسيا ووصل الى ادنى مستوياته، ما يشير الى ان ايران المنهارة اقتصاديا اصلا، ستعاني كثيرا من مفاعيل القرار الاممي. ومع ذلك، العنتريات الايرانية مستمرة! فرئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف اعلن من طهران ان الدول التي ستتخذ اي اجراء ضد ايران ستواجِه ردا صارما. وفي بيروت اكد علي لاريجاني لنعيم قاسم ان ايران حاضرة لكل مستويات الدعم، فيما اعلن قاسم ان النصر حليف الشعب المقاوم! فاي طرف، يا ترى، ابعد من الواقع: الطرف الداعم ام الطرف المدعوم؟ ومن وضْعُه اصعب: ايران المحاصرة والمنهارة ام الحزب المأزوم والمهزوم؟ البداية من الترددات السلبية لانتكاسة السلطة الامنية في الروشة. فهل المشكلة ان نواف سلام صدّق ان الدولة العميقة تريد وقادرة؟