ينتهي الاسبوع بلاءين كبيرين. فلا الحكومة المنتظرة تشكلت، ولا الانسحاب الاسرائيلي الكامل سيتحقق. الدولة اللبنانية قررت انتهاج طريق الديبلوماسية لمعالجة المماطلة الاسرائيلية. وفي الاطار، يندرج الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس جوزف عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وفيه اكد الاخير انه يجري اتصالات من اجل الابقاء على وقف اطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق. لكن الوقائع على الارض في الجنوب لا تنبىء بذلك. القوات الاسرائيلية استبقت سريان وقف اطلاق النار فاغلقت مداخل عدد من القرى الحدودية بالسواتر الترابية لمنع ابنائها من الوصول اليها. كما عمدت الى حرث وتجريف عدد من مداخل القرى والبلدات. أما حزب الله، فواصل اطلاق تهديداته. اذ اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي ان الاحد هو اليوم الذي يجب ان ينسحب فيه العدو من ارضنا، واذا لم يفعل سيرى العجب. فهل حزب الله قادر على تنفيذ تهديداته فعلا؟ ولماذا لا يترك الامر للدولة لتحل القضية بدلا من جر البلد الى مغامرة جديدة؟
حكوميا، المباحثات تحصل على نار هادئة. فرئيس الحكومة المكلف استفاد من عطلة نهاية الاسبوع ليجري اتصالات بعيدا من الاضواء وليحاول اعادة تركيب “البازل” الحكومي. والواضح ان نواف سلام على موقفه، وهو يردد انه لا يريد سوى الاصلاح ولاصلاح والاصلاح. وهذا يعني انه يريد حكومة متجانسة من اصحاب الكفاءات ومن اصحاب الرغبة الحقيقية في تحقيق الاصلاح المنشود. وفي المعلومات ان التوجه الاقليمي والدولي يصب في هذا الاتجاه. فالدول المعنية بالشأن اللبناني لن تـُقدِم على اي خطوة في اتجاه مساعدة لبنان ودعمه تحقيقا لعملية اعادة البناء الا اذا تشكلت حكومة قادرة و كفؤة ومتجانسة تعمل كفريق واحد بعيدا من لغة التعطيل وافخاخ المعطلين. فهل تدرك القوى السياسية هذا الامر وتتجاوب معه، ام تبقى مصرة على مغانمها ومحاصصاتها ما يعرّض الفرصة التاريخية لانقاذ لبنان للضياع من جديد؟