“أقف عاجزة عن وصف الدمار في حلب”. بهذه العبارة اختصرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما شاهدته من آثار تدميرية في المدينة السورية العريقة. وما هو في حلب نموذج للجغرافيا الواسعة التي ضربها الزلزال العنيف في سوريا وتركيا الإثنين الماضي. “وما حدث يعادل طاقة خمسمئة قنبلة نووية” على ما ذكرت إدارة الكوارث والطوارىء التركية. وتجسيدا لهذه التوصيفات فإن المشاهد المؤلمة هي ذاتها منذ ستة أيام أما المتحرك فهو أرقام الضحايا التي تقترب من ستة وعشرين الف قتيل.
أعمال البحث تتواصل ومن محاسن جهود فرق الإنقاذ بعد مرور هذه الأيام أن بعضها يتكلل بالنجاح في العثور على أحياء كما كان الحال مع الطفلة (عائشة) التي انتشلت حية اليوم في (كهرمان مرعش) التركية.
على الضفة السورية للكارثة واصل الرئيس بشار الأسد تجواله في بعض المناطق التي ضربها الزلزال. وبعد حلب قصد اليوم اللاذقية حيث عاد المصابين واطلع على أوضاع العائلات المتضررة وعلى عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض.
أما المساعدات الخارجية فيتواصل تدفقها لإغاثة المنكوبين في سوريا وتركيا وإنْ كانت وفق قاعدة (إنسانية استنسابية) تمارسها الدول العظمى. هذه الإستنسابية تواجهها موجات تضامن عربي وعالمي أسقطت فيها قوافل المساعدات الأهلية والحكومية مفاعيل قانون قيصر وإذا كان ما تم تقديمه قليلا أمام هول الكارثة فإن المفاعيل الإنسانية والسياسية لهذه الهبة أكبر بكثير.