أسبوع كان ساخنا أمنيا لكن لبنان تجاوز قطوعه عند كوع الكحالة وإن كان الثمن غاليا. أما الإتصالات والمساعي فلم تتوقف على خط احتواء ارتدادات تلك الهزة وتطويق ما أحدثته من احتقانات. أبرز تلك المساعي قادها الرئيس نبيه بري بعيدا من الإعلام فيما ظهر المزيد من أصوات العقل والحكمة الرافضة للفتنة والمحذرة من استسهال نبش خطاب الحرب.
وهنا برزت مواقف راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر خلال تشييع فادي بجاني في الكحالة ولا سيما قوله إن ما حصل مأساة وطنية يجب ألا تتكرر مهما كان السبب ودعوته إلى ضبط النفس ونبذ الفتنة ورفض التعصب المناطقي والحزبي والديني. وقد كانت هذه الرسالة للكنيسة مدار تقدير لدى المرجعيات الوطنية.
وفي هذا الإطار أجرى الرئيس نبيه بري اتصالا بالمطران عبد الساتر نوه خلاله بالمضمون الوطني لعظته شاكرا إياه على ما تضمنته العظة من حكمة. وفي السياق نفسه برز موقف للحزب التقدمي الإشتراكي عبر عنه رئيسه النائب تيمور جنبلاط بتشديده على ضرورة عدم السماح باستغلال أي حادث لإثارة الفتنة ونبش الماضي مؤكدا وجوب التلاقي مع كل موقف حكيم وعاقل وانتظار نتائج التحقيق ليبنى عليه من دون الطعن بالمؤسسات ولاسيما الجيش.
وإذا كان الأسبوع الحالي أمنيا بامتياز فإن الأسبوع الطالع يشهد موعدين بارزين لجلستين: الأولى حكومية يوم الأربعاء لمتابعة درس مشروع موازنة العام 2023 والثانية تشريعية يوم الخميس لمناقشة وإقرار عدد من البنود الحيوية يتقدمها موضوع الصندوق السيادي لعائدات الثروة النفطية. وفي الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة التشريعية تتواصل التحضيرات والإتصالات وخصوصا على خط بلورة مواقف الكتل النيابية بشأن حضور الجلسة أو مقاطعتها.