Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”NBN” المسائية ليوم الأحد 26/01/2025

إنقلبت الآيةوهذه المرة كان التحذير فعلاً لا قولاً يوجهه اهل الارض والحق الى ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي المحتلين بأنه يحظر عليهم البقاء جنوبًا وعليهم الانسحاب فوراً.

كان الجنوبيون يَرْقبون الساعة كي يثبتوا للعالم بأسره أنهم لن يتركوا أرضهم وسيتمسكون بكل حبة تراب منها الى قيام الساعة.

التزم لبنان بالإتفاق حتى آخر لحظة ومنذ الدقيقة الأولى لإنتهاء مهلة الستين يوماً لوقف اطلاق النار انطلقت قوافل العودة الى البلدات الحدودية جنوباً… عبرت فوق أشلاء الزهور التي ارتوت بدماء الشهداء والدروب المقطعة الأوصال بفعل جرائم قطاع الطرق الصهاينة.

هناك كانت الأرض تمضغ حزنها وتستقبل بفرح العائدين الذين لم يسلموا من رصاصات غدر العدو فاستشهد ثلة منهم من مدنيين وعسكريين ولم يتراجعوا…جُرحوا…أُسروا ولم يتوقفوا عن فعل السيادة.

وفي هذا اليوم العظيم من تاريخ الوطن كانت المواقف تعكس التفافاً وطنياً حول الجنوب وأهله. رئيس مجلس النواب نبيه بري توجه بتحية إجلال وتقدير لأبناء القرى… حراس حدود الأرض والسيادة والإستقلال وعناوين العزة والقوة والمقاومة وهم يثبتون للقاصي والداني أنهم عظماء في إنتمائهم الوطني وأن الارض هي كما العرض ترخص في سبيل الذود عنها أغلى التضحيات وان السيادة هي فعل يُعاش وليست شعارات تلوكها الألسن.

وشدد الرئيس بري على ان معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساءً واطفالاً وشيوخاً بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين ارتقوا بالرصاص الحي الذي إطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل يؤكد بالدليل القاطع ان إسرائيل تمعن بإنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار وأن دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.

وفي هذا الشأن شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون لأهل الجنوب أن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة وهو ملتزم بمتابعة هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقهم وكرامتهم.

هكذا كان أهل الجنوب يُرَسِّمون بدمهم وسواعدهم حدود الجغرافيا الوطنية ومن صمت ركام الحجارةِ يصرخون بصوت مدوٍ من مسافة صفر في مواجهة فوهة دبابة إسرائيلية :إن لهذه الأرض من يحميها من يصمد فيها…ولهم أسوة بالمواطنة (غضية سويد) التي قتلها جيش العدو الغادر في بيتها الصامد في الجنوب…استشهدت ولم تغادر…ولن يغادروا.