بعدما ولدت الحكومة ببركات مار مارون جمع شفيع الطائفة المارونية اليوم العائلة الرئاسية بنصابٍ مكتمل عَكَسَ عودة الحياة إلى الإنتظام العام. وإذ تمنى راس الكنيسة المارونية نجاح الحكومة في عملها أكد أن جميع وزرائها واعدون. فبعد شهر على انتخاب رئيس الجمهورية وفي اليوم السادس والعشرين للتكليف ابصرت أُولى حكومات العهد النور حاملةً الرقم 78 منذ الإستقلال و21 بعد الطائف.
آمال كبيرة معقودة على “حكومة الإصلاح والإنقاذ” والتعويل هو على جدية عملها لكي تكون الأفعال على مستوى الآمال. أما حسابات الربح والخسارة والحصص والأوزان وتوزيع الحقائب فلم تعد تجدي الآن إذ إن مهامَّ كبيرة أمام الحكومة ليس أقلَّها معالجةُ تداعيات العدوان الإسرائيلي وطَرْقُ باب الإصلاحات المطلوبة على غير مستوى.
ومع صدور مراسيم التشكيل العين على البيان الوزاري للحكومة الذي ستُشكَّل لجنةٌ لصياغته في أول جلسة لمجلس الوزراء بعد غد الثلاثاء في القصر الجمهوري. أما الخطوة اللاحقة فستكون سعي الحكومة لنيل ثقة مجلس النواب على اساس بيانها لينطلق قطار العمل بالتعاون بين الجميع. وإذا كان الإستحقاق الحكومي قد تحقق فإن العين على استحقاق جنوبي سقفُهُ الثامنَ عشرَ من شباط الموعدِ الأقصى الواجب خلاله انسحاب قوات العدو الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية المحتلة. هذا الأمر يفترض أن تبحثه نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط (مورغان أورتيغوس) في تل أبيب التي انتقلت إليها من بيروت. في العاصمة اللبنانية كانت قد سمعت كلاماً صريحاً إلى أقصى الحدود من عيار: إسرائيل شرٌّ مطلق وهو واحد من مبادىء الإمام السيد موسى الصدر. كما تبلغت مطلباً جامعاً بأن تؤدي واشنطن دورها كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار والضغط على إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي اللبنانية بحلول الثامن عشر من شباط.
على أنه على مرمى تسعة أيام من هذا التاريخ واصل الجيش اللبناني انتشاره في المناطق الحدودية وآخرُهُ اليوم في رب ثلاثين وطلوسة وبني حيان.
من الجنوب اللبناني إلى الجنوب الفلسطيني حيث انسحبت قوات الإحتلال بشكل كامل من محور نتساريم في قطاع غزة في إطار تفاهمات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. هذه الخطوة رأت فيها المقاومة الفلسطينية استكمالاً لفشل أهداف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني. أما المرحلة الثانية المرتقبة من الإتفاق فقد حملت وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة ولكن من دون صلاحيات.
وبالتزامن مع الطروحات والمخططات الأميركية والإسرائيلية وأخطرها مشاريع التهجير من غزة أعلنت مصر أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في السابع والعشرين من الشهر الحالي.
