ثلاثة عناوين بارزة تتقاسم حالياً المشهد اللبناني: سياسيٌّ يرتبط بالعمل على إنجاز البيان الوزاري الذي ستنال الحكومة الثقة على أساسه وأمنيٌّ يرتبط بالإحتجاجات في محيط مطار بيروت وما تخللها من اعتداء على آليات وعناصر لليونيفيل وجنوبيٌّ يتصل باستحقاق الثامن عشر من شباط.
في الملف الحكومي مساع لإنجاز البيان الوزاري على أمل إقراره في جلسة لمجلس الوزراء مرتقبة مطلع الأسبوع المقبل تمهيداً لطلب ثقة مجلس النواب على اساسه.
على خط الإحتجاجات اَعتصام سلمي على طريق المطار – الكوكودي دعا إليه حزب الله استنكارا للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية وقد فُضّ الاعتصام بعد القاء الجيش قنابل مسيلة للدموع لتفرقة المتواجدين.
وبعد حادثة أمس ضبط الجيش اللبناني الوضع في محيط المطار وعلى الطرقات المؤدية إليه بحيث يعمل هذا المرفق الجوي بشكل طبيعي ولا اضطرابات في حركة المسافرين أو الرحلات منه وإليه. وقد ساعد في ذلك واقع عدم وجود أيِّ غطاء سياسي أو حزبي لأعمال الشبان المحتجين واستهدافهم اليونيفيل.
وفي هذا السياق أكدت قيادة حركة أمل أن قطع الطرقات في أي مكان هو طعنة للسلم الأهلي مشددة على أن الإعتداء على اليونيفيل هو اعتداء على جنوب لبنان ودعت الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى ملاحقة الفاعلين والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين.
وفيما أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار بعد الإجتماع الطارىء لمجلس الأمن المركزي أن ثمة ستة وعشرين موقوفاً على ذمة التحقيق قال رئيس الجمهورية جوزاف عون إن ما حصل على طريق المطار ممارساتٌ مرفوضة ومدانة مضيفاً أن لا تساهل مع أي جهة تتمادى في الإساءة إلى الإستقرار والسلم الأهلي.
من جانبهم رئيس الحكومة والوزراء المعنيون استنفروا مؤكدين اتخاذ الإجراءات اللازمة ومعتبرين ان الهاجس الأول هو أمن المطار. على مستوى ردود الفعل الخارجية اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الإعتداءات على اليونيفيل في لبنان يمكن أن تشكل جرائم حرب فيما اشادت نظيرتها الأميركية بالتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ جميع التدابير لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.
جنوباً تعنُّتٌ واضح يتسم به موقف العدو الإسرائيلي قبيل نفاد المهلة الممددة لانسحاب قوات الإحتلال الثلاثاء المقبل. وكانت آخر التصريحات الإسرائيلية قد أكدت احتفاظ الإحتلال بخمسة مواقع عسكرية. وفي هذا الشأن برز موقف لبناني رافض عبّر عنه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بقوله إن كل محاولات إعطاء تبرير للعدو من أجل البقاء في أي نقطة من ارضنا مرفوضة من كل اللبنانيين محذراً من أن هذا الأمر يبقي الأبواب مفتوحة أمام كل الخيارات من أجل استكمال التحرير. ويضيف المعاون السياسي: نحن ندعم الحكومة والجيش في استخدام كل الوسائل المتاحة لهذه الغاية.
وعلى خطٍ موازٍ صدر بيانٌ يتضمن “نداء العودة -4” عن “أبناء القرى الحدودية المحتلة” يدعو الأهالي إلى أن يجعلوا من يوم الثلاثاء المقبل يوم إستحقاق وطني بامتياز تنطلق فيه القوافل من كل المناطق إلى مشارف هذه القرى لتحريرها من رجس الإحتلال. والإحتلال أفرج اليوم عن نحو ثلاثمئة وسبعين معتقلاً فلسطينياً من زنازينه مقابل إطلاق المقاومة الفلسطينية سراح ثلاثة اسرى إسرائيليين. هذا الأمر اندرج في سياق سادس عملية تبادل بين الجانبين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أكدت حركة حماس أن لا بدائل أمام إسرائيل للإفراج عن باقي المحتجزين إلاّ بتنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار.