الحركة السياسية الداخلية ما زالت في إجازة عيد الأضحى المبارك ويفترض ان تُستأنف بزخم مطلع الاسبوع المقبل لمواكبة الملفات المطروحة على المستويات الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والإدارية.
ويُفتتح الاسبوع الطالع بزيارةٍ يقوم بها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان للبنان الثلاثاء المقبل. وستأتي الزيارة الفرنسية على ايقاع تردداتٍ متواصلة للعدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية مساء الخميس الماضي.
هذا العدوان شكل تطوراً خطيراً بحسب الناطق باسم قوات اليونيفيل فيما استرعى الانتباه الموقف الفرنسي الذي ندد بالغارات الاسرائيلية على الضاحية، وهو موقف حذت حذوه بلجيكا في حين كانت الخارجية الأميركية تعلن ما وصفته بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد ما اعتبرتها منظمات ارهابية.
يأتي مثل هذا الموقف فيما المطلوب تحرك من جانب الولايات المتحدة التي كانت الغارات على الضاحية رسالة اسرائيلية إليها والى سياساتها ومبادراتها عبر صندوق بريد بيروت ودماء مدنييها على ما كان رئيس الجمهورية جوزف عون قد اعلن قائلاً ان هذا لن يرضخ له لبنان ابداً.
موقف رئيس الجمهورية لاقى اشادات لبنانية جاء أحدثُها من المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بلسان نائب رئيسه الشيخ على الخطيب الذي قال على منبر خطبة عيد الأضحى المبارك اليوم اننا نعبر عن التأييد الكامل لموقف عون في الشروع بأخذ مواقف عملية تصعيدية لردع العدوان الصهيوني المتمادي على لبنان.
التمادي الصهيوني انعكس أيضاً في التهديدات التي وجّهها مسؤولون صهاينة ولاسيما وزير الحرب يسرائيل كاتس عندما قال انه لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان من دون امن اسرائيل.
على أي حال، لا يزال الخبراء والمحللون يعكفون على محاولة استكشاف اهداف العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية في المرحلة الحالية وفي مقدمتها إبقاءُ لبنان في مرمى الاستهداف الدائم وخلقُ أمرٍ واقع في هذا الشأن.
وفي الاستخلاصات ان العدوان جاء على ابواب موسم سياحي لبناني واعد وفي ظل اتساع مساحة التناغم والتفاهم والتقارب السياسية الداخلية التي شكل محورها الرئيسان جوزف عون ونبيه بري وحزب الله.
وفي قراءات المراقبين أن قصف الضاحية شكل رسالة الى الولايات المتحدة غداة اعلان رئيسها إمكان التوصل الى اتفاق مع إيران. ويرون أيضاً أن الغارات الأخيرة هي انعكاس لأزمة سياسية داخل كيان الاحتلال قد تتوَّج بحل الكنيست وإجراء انتخابات برلمانية ربما يخسرها بنيامين نتنياهو الذي يعاني من تراجع حاد في شعبيته.