IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”NBN” المسائية ليوم السبت 14.06.2025

لا صوت يعلو صوت الصواريخ ودويّ القنابل وأزير الطائرات…. والحال على هذا النحو… لا مكان لـِلـُغةِ الدبلوماسية.. ولا حضور لكوابح تحول دون تمدد الحريق الناجم عن العدوان الإسرائيلي على إيران. والزلزال العنيف – الذي يحظى بدعم أميركي – يضع منطقة الشرق الأوسط كلها على كف عفريت ويشرّع الأبواب امام احتمالات وسيناريوهات صعبة.

فالتقديرات الإسرائيلية ترجح أن يتواصل العدوان على مدى أيام أو أسابيع والتوقعات الإيرانية تشير إلى ان الحرب ستتوسع لتشمل كل فلسطين المحتلة والقواعد الأميركية في المنطقة.

وبانتظار الأيام والأسابيع المقبلة فان الثابت ان إيران استوعبت الضربة الافتتاحية أولاً عبر إجراء تعيينات سريعـًا لملء الفراغ الناجم عن اغتيال العديد من القيادات العسكرية وثانيـًا عبر بدء ردودها العملياتية على العدوان بعد ساعات قليلة.

الردود في إطار عملية (الوعد الصادق 3) تمت حتى الآن عبر ست موجات من الهجمات بالمسيـّرات والصواريخ على أنحاء كيان الاحتلال ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وأكثر من مئتي جريح بينهم سبعة جنود. اما الدمار الكبير فكان غير مسبوق بحسب المسؤولين الصهاينة ووسائل الإعلام العبرية. هذه المصادر أشارت إلى ان من بين نتائج الهجمات الإيرانية التي طالت عمق الكيان وعاصمته تل أبيب تدميرَ مبان بشكل كامل وتضرُّرَ مئات المباني والمركبات واندلاعَ حرائق أحدها قرب وزارة الحرب. أما “زعيق” صافرات الإنذار فلم يتوقف على مدار ساعات فيما كان الملايين يهرعون إلى الملاجئ.

ويبدو ان “الوعد الصادق 3” ستستمر بوتيرة متصاعدة على ما أعلن القائد الجديد للحرس الثوري قائلاً إن وتيرة القصف ستكون بنحو ألفي صاروخ.

في المقابل ظلت طهران ومناطق إيرانية أخرى هدفـًا للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطارات وقواعد عسكرية ومنشآت نووية ومجمعات سكنية. لكن وكالات أنباء عالمية نقلت عن خبراء راجعوا صور الأقمار الصناعية تأكيدهم ان الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية تبدو محدودة. وكما بات معلومـًا فإن العدوان الإسرائيلي يتم بضوء أخضر أميركي فاقع عكـَسه الرئيس دونالد ترامب الذي احتفى بالهجوم الإسرائيلي واصفـًا إياه بالممتاز. من هنا جاء تحذير طهران كلاً من واشنطن وباريس ولندن من ان قواعدها وسفنها في المنطقة ستـُستهدف إذا ساعدت في التصدي للهجمات الإيرانية على الكيان الإسرائيلي.

على أن من بين أولى ضحايا العدوان الإسرائيلي ستكون المفاوضات الإيرانية – الأميركية التي يبدو ان جولتها السادسة التي كانت مقررة غدًا في عـُمان قد أصبحت في خبر كان فالمحادثات مع واشنطن باتت بلا معنى بعد الهجمات الإسرائيلية على ما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية.
على غرار الكثير من دول المنطقة يبدو لبنان في قلب الحدث ويرصد التطورات بحذر شديد وحبس أنفاس خشية تداعيات الحرب عليه.
وكان من بين هذه التداعيات وقف حركة الملاحة الجوية في مطار بيروت لساعات قبل أن يـُعاد فتح الأجواء اللبنانية صباح اليوم امام حركة الطيران.

ولمواجهة هذه التداعيات ترأس رئيس الجمهورية جوزف عون اجتماعاً وزارياً – عسكرياً – أمنياً تم خلاله اتخاذ إجراءات للحفاظ على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية. ويفترض ان يجري التأكيد على هذه الإجراءات في جلسة مجلس الوزراء التي تعقد الاثنين المقبل في قصر بعبدا. وفي جدول اعمال الجلسة تسعةٌ واربعون بنداً وحضورٌ لسلةٍ من التعيينات المالية والتشكيلات الدبلوماسية.