لم ينتظر دونالد ترامب إنتهاء مهلة الاسبوعين التي حددها لإيران بنفسه وبكـَّر في توجيه الضربة التي كان يتوقعها كثيرون. القرار كان متخذًا قبل أيام وقد اُبلغت به تل أبيب لكن الروتوش الأخير عليه تم خلال اجتماع عقده ترامب الليلة الماضية مع المجلس القومي في البيت الأبيض ضاربـًا بعرض الحائط موقف الكونغرس. وعند الفجر بدأ التنفيذ… قاذفات من طراز (B2) اخترقت المجال الجوي الإيراني وألقت ست قنابل (GBU.57) على منشأة فوردو النووية. وفي الوقت نفسه كانت غواصات هجومية أميركية تطلق صواريخ (توماهوك) على موقع نطنز وأصفهان.
العدوان الأميركي الأول من نوعه على الجمهورية الإسلامية منذ قيامها عام 1979 لم يتسبب بتلوث أو بزيادة مستويات الإشعاع على ما أكدت السلطات الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد أفادت المصادر الإيرانية – في هذا الإطار – بأنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو إلى موقع غير معلن قبل العدوان. وما كانت الآلة الحربية تنهي مهمتها العدوانية حتى سارع الرئيس الأميركي إلى إبداء التباهي بما وصفه بالهجوم الناجح جدًا ثم قال: على إيران إنهاء الحرب.. الآن هو وقف السلام. غير أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال في ما يشبه الرد على ترامب إن أميركا وإسرائيل تجاوزتا خطـًا أحمرَ كبيرًا بمهاجمة منشآتنا النووية ولا أعلم أيَّ خط مستقبلي بقي للمفاوضات وأكد مع ذلك ضرورة بقاء باب الدبلوماسية مفتوحـًا. عراقجي الذي ينتقل من اسطنبول إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدًا أضاف: تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقنا المشروع بالدفاع عن النفس.
وعلى الضفة الإسرائيلية كال بنيامين نتنياهو المديح للرئيس ترامب بعد الهجوم الذي اعلن انه تم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل. وقال نتنياهو إن القرار الجريء باستهداف منشآت إيران النووية سيغير التاريخ. أمـّا ردّات الفعل الدولية والإقليمية والعربية فقد جاءت بمعظمها تقليدية من حيث إدانةُ التصعيد والتحذيرُ من عواقبه على المنطقة والدعوةُ إلى ضبط النفس واعتمادُ لغة الحوار.
وفي لبنان لفت رئيس الجمهورية إلى أن قصف المنشآت النووية الإيرانية يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار. وإذ أشار إلى ان لبنان دفع غاليـًا ثمن الحروب أكد انه غير راغب في دفع المزيد قائلاً ان لا مصلحة وطنية في ذلك.
ومن الجدير بالذكر انه بعد الضربة الأميركية لإيران استأنف العدو الإسرائيلي اعتداءاته فيها وشن طيرانه غارات عدة وخصوصـًا على أهداف في غرب البلاد.
في المقابل شن الحرس الثوري الإيراني صباحـًا هجومـًا جديدًا على كيان الاحتلال مستخدمـًا صواريخ خيبر للمرة الأولى. الصواريخ سقطت خصوصـًا في تل أبيب وغوش دان ونيس تسونا وحيفا وأسفرت عن سقوط نحو ثلاثين جريحـًا وإحداث دمار كبير. وبدت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية عاجزة أمام الهجوم الإيراني. وأفاد الإعلام العبري في هذا الإطار بأن جيش الاحتلال يحقق في أسباب انخفاض نسبة اعتراض الصواريخ الإيرانية.
