مشهدٌ جديد في المنطقة بعد حرب الإثني عشر يومـًا التي كانت أطرافـُها: إسرائيل وأميركا وإيران…. مشهدٌ يُطلُّ عليه لبنان بمتابعةٍ لوقائعه من دون أن تحـُولَ دون عودته إلى ملفاته الداخلية. وتحط عـّينةٌ من هذه الملفات في جلستين: الأولى لمجلس الوزراء غدًا والثانية لمجلس النواب تـُعقد الإثنين المقبل وقد أضيفت إلى جدول أعمالها أربعة مشاريع واقتراحات قوانين اقرتها لجنة المال والموازنة النيابية أمس.
أمـّا الملف الجنوبي فهو حاضرٌ دائمـًا انطلاقـًا من الوقائع العدوانية الإسرائيلية التي سجلت اليوم غارتين على بيت ليف وبرعشيت اسفرتا عن سقوط شهيدين وعمليةَ تسلل إلى حولا تم خلالها تدمير منزل.
وإلى المتابعات اللبنانية انضم عنوانٌ قديم – جديد يرتبط بخطر الخلايا الإرهابية انطلاقـًا من إلقاء الجيش اللبناني القبض على قيادي بارز في داعش يلقـّب بـ (قـَسـْرَوَة) كان قد تسلم قيادة التنظيم في لبنان بعد توقيف سلفه الذي عـُيـَن واليـًا للبنان.
في المنطقة يتجه الوضع الإقليمي بعد حرب الإثني عشر يومـًا نحو الخيار الدبلوماسي في ظل ما يتردد عن احتمال استئناف المفاوضات الإيرانية – الأميركية قريبـًا. هذا الخيار عززه قولُ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إننا سنُجري محادثات مع إيران الاسبوع المقبل وكذلك إعلان موفده ستيف ويتكوف ان لديه إحساسـًا قويـًا بأن طهران جاهزة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة.
لكن أيـًا من كلام ترامب وموفده لم تؤكده إيران وقيادتـُها علمـًا بأنه كانت للسيد علي الخامنئي اليوم إطلالة تلفزيونية هي الأولى بعد العدوان على بلاده.
المرشد الأعلى توجه خلال هذه الإطلالة إلى الإيرانيين مهنئـًا بالانتصار على الكيان الصهيوني الذي هُزم وسُحق تحت ضربات الجمهورية الإسلامية – كما هنأ بانتصار إيران على النظام الأميركي. وأكد ان نظام الولايات المتحدة دخل بشكل مباشر الحرب لأنه شعر بأن الكيان الصهيوني سينهار بالكامل إذا لم يتدخل. وشدد السيد الخامنئي على ان العدوان الأميركي لم يحقق أي انجاز.
وفي إيران ثمة عملٌ دؤوب حاليـًا على تحصين الجبهة الداخلية ولملمة الجراح وتنظيف البيئة من عملاء الموساد من خلال ملاحقتهم واعتقالهم مثلما حصل في خوزستان وأصفهان وفارس وطهران خلال الساعات الأخيرة. وفي القرارات الإيرانية إقرار مجلس صيانة الدستور مشروع القانون المقدم من البرلمان لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في المقابل يُحصي كيان العدو الإسرائيلي خسائره وسط استمرار فرض الرقابة العسكرية طوقـًا مـُشـَدَّدًا يَحُول دول الإفراج عن حجم الأضرار الناجمة عن القصف الإيراني. لكن المعلومات المتوافرة أشارت إلى ان صندوق التعويضات الإسرائيلي تلقـَّى نحو اثنين وأربعين ألفَ طلبٍ يتعلق معظمها بأضرار في المباني. وتوقعت وسائل الاعلام العبرية أن تصل كلفة الحرب على إسرائيل إلى عشرين مليار دولار.
