في العاشر من المحرم كانت تلهف القلوب والعقول والنفوس وترفع القبضات نحو عنان السماء وتصدح الحناجر بـ” هيهات منا الذلة” على طول المدى.
في يوم الحسين كان وفاء المحبين يمتد من لبنان والعراق وإيران إلى كل أصقاع الأرض يجسّدون الحق وبجددون العناوين التي قامت من أجلها ثورة الإصلاح لتقويم الإعوجاج ولمواجهة الظلم والظالمين.
وللقريب والبعيد كانت رسائل عاشوراء هادرة كما في كل عام، حيث يحيي ملايين المسلمين ذكرى إستشهاد حفيد النبي .
وفي لبنان، جموع مَهيبة لبّت بالدموع والدماء والوفاء مجددةً البيعة.
وهكذا كانت باحة عاشوراء في منطقة معوض، حيث أحيت حركة أمل يوم العاشر وسط حزن يطرق أبواب القلوب.
هناك أعاد الحسينيون والزينبيات كربلاء فبكوا الدم بدل الدموع على مَنْ قدم أعظم ملحمة للفداء والإيثار في وجه الظلم.
في السياسة، تبرز الزيارة الثانية لتي يبدأها غداً الموفد الأميركي توم برّاك لبيروت، حيث يفترض أن يتبلغ بالرد اللبناني على الأفكار التي طرحها خلال زيارته الأولى في التاسع عشر من حزيران الماضي.
وقبل ساعات من وصول برّاك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة “الشرق الأوسط” أن المسؤولين اللبنانيين حريصون على رد موحد على الأفكار الأميركية”. وقال: “أتانا برّاك بشيء، ومن المفروض أن نرد عليه، ونحن نسعى إلى أن يكون الموقف واحداً خاصة بين الرؤساء الثلاثة، على أن نأخذ موقف حزب الله في الإعتبار. كما طلب برّاك في ورقته، وأكد الرئيس بري أن لا جواب نهائياً من الحزب حتى لحظة إدلائه بهذه التصريحات.
لكن جديد مواقف حزب الله أعلنها اليوم الشيخ نعيم قاسم في نهاية المسيرة العاشورائية التي نظمها الحزب في الضاحية الجنوبية.
وقال الأمين العام ل”حزب الله” “أننا حاضرون لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية في المرحلة الثانية بعد الإنتهاء من المرحلة الأولى التي تقضي بانسحاب إسرائيل ووقف عدوانها وتحرير الأسرى وبدء إعادة الإعمار”.
ورداً على القائلين بعدم جدوى صواريخ المقاومة، سأل الشيخ قاسم: “ما الذي يمنع الإعتداءات الإسرائيلية، وهل يمكن أن نقبل أن نتخلى عن قدرة دفاعنا؟!.
والإعتداءات الإسرائيلية متواصلة في قطاع غزة الذي دخلت محادثات الهدنة فيه مرحلة جديدة، يمكن أن تؤتي إتفاقاً لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إذا لم يجهضها العدو مجدداً.
وفي هذا السياق، تتجه كل الأنظار إلى البيت الأبيض لرصد ما يمكن ان يُعْلَنَ بعد الإجتماع الذي يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غداً الإثنين.
