السويداء أمام امتحان جديد لوقف إطلاق نارٍ يلجم الإشتباكات التي حصدت أكثر من تسعمئة قتيل خلال ستة أيام
لكنْ هذه المرة يبدو الإتفاق محصّناً برعاياتٍ عربية ودولية وتحديداً أميركية على ما فُهم من الكلمة التي ألقاها الرئيس السوري أحمد الشرع بعيد بدء سريان وقف إطلاق النار. وبمقتضى هذا الإتفاق بدأت القوى الأمنية السورية بالإنتشار في محافظة السويداء وسط هدوء حذر تخللته بعض الخروقات. وبحسب وزارة الداخلية السورية فإن قوى الأمن ستسخّر كل طاقاتها سعياً إلى وقف الإعتداءات وحال الإقتتال وإعادة الإستقرار إلى المحافظة.
أما رئاسة الجمهورية السورية فلوّحت بأن أي خرق لوقف النار سيواجَه بإجراءات قانونية وفق الدستور. وكشف الرئيس السوري عن دور فاعل للولايات المتحدة ودول عربية في التهدئة مؤكداً وقوفها إلى جانب سوريا ووحدتها. وأشار إلى أنه تلقى دعوات دولية للتدخل في ما يجري بالسويداء وإعادة الأمن للبلاد موضحاً أن التدخل الإسرائيلي أعاد توتر الأحداث وشدد على أن الدولة تلتزم بحماية الطوائف والأقليات كافة وقال إن سوريا ليست ميداناً لمشاريع الإنفصال.
وكان المبعوث الأميركي توم برّاك قد بكّر بإعلان اتفاق الرئيس السوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بدعمٍ أميركي على وقف إطلاق النار واشار إلى أن الإتفاق تبنّته تركيا والأردن وجيرانُهما.
أما الجار اللبناني فيرصد باهتمام بالغ تطور الأحداث في السويداء مع التركيز على محاولة منع امتداد شرارتها إلى أراضيه وسدِّ اي ثغرة قد تتسلل منها نيران الفتن. ومن هذا المنطلق تتخذ الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابراتية اللبنانية إجراءات احترازية للحؤول دون حصول أي شيءٍ من هذا القبيل.
وعلى خط آخر يبدو أن موعد الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توم براك إلى بيروت قد حسم وسيكون مطلع الأسبوع المقبل وتحديداً الثلاثاء. وقبيل وصوله يكثف رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة مشاوراتهم وفي هذا السياق أفاد الرئيس نواف سلام بأنه سيلتقي رئيسي الجمهورية ومجلس النواب في الأيام القليلة المقبلة لمناقشة الرد اللبناني. وقال إن الإنخراط في ورقة الموفد الأميركي مع تحسينها هو السبيل لتفادي الإنزلاق إلى مواجهات جديدة. ونفى رئيس الحكومة أن تكون أفكار برّاك اتفاقاً جديداً وذلك في رد على الأمين العام لحزب الله الذي قال إن الإتفاق الجديد الذي تريده الولايات المتحدة يبدأ بالمطالبة بنزع السلاح مقابل بعض الإنسحابات الإسرائيلية الجزئية.
