من بوابة الجنوب وصلت رسالة نارية أخرى
بالأمس “إسرائيل” اشعلت جبهة تصعيد جديدة تخطت فيها “الخرق العدواني التقليدي” فأعادت مرة أخرى فتح جراح الحرب
التهديدات والخرائط والإنذارات والغارات المباغتة ظهرت من جديد في محاولة ترهيب بائسة لبث القلق والذعر في نفوس الجنوببين وتحديدا في الذكرى الأولى للحرب على لبنان
وفي تكرار مقيت لسيناريوهات العدوان التي لطالما مهد لها العدو الإسرائيلي بمبررات أمنية وحجج زائفة قبل أن يطلق العنان لنيرانه على أن العدوان لم يمر من دون صدى سياسي في لبنان عكسته المواقف الرئاسية التي وضعته برسم المجتمع الدولي
وفي هذا السياق اندرج موقف رئيس الجمهورية جوزف عون الذي حذر من أن صمت الدول الراعية لإتفاق وقف النار تقاعس خطير فيما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه الدول والمجتمع الدولي للمسارعة إلى اتخاذ الإجراءات الفورية وإرغام إسرائيل على وقف إعتداءاتها فورا
وفيما حذر الجيش اللبناني من أن إستمرار الخروقات الإسرائيلية يعرقل تنفيذ خطته إبتداء من جنوب الليطاني وكذلك انتشار وحداته في الجنوب صدرت شهادة دولية على العدوانية الإسرائيلية بلسان اليونيفيل التي رأت في الغارات الإسرائيلية إنتهاكا صريحا للقرار 1701 وتهديدا مباشرا للإستقرار الهش الذي تحقق في تشرين الثاني الماضي.
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وفي ذكرى اغتيال القيادي في حزب الله ورفاقه من قادة “الرضوان” والمدنيين دعا السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن أسس حوار يعالج الإشكالات ويجيب عن المخاوف ويؤمن المصالح حوار مبني على أن “إسرائيل” هي العدو وليست المقاومة كما تجميد الخلافات التي مرت في الماضي
وشدد على أن سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي وليس لبنان ولا السعودية ولا أي مكان ولا أي جهة في العالم
وبالعودة إلى الغارات المعادية التي جاءت عشية وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان حيث تجتمع الأحد مع لجنة الإشراف على إتفاق وقف إطلاق النار وهي اللجنة التي تغرق في سبات عميق في مواجهة الإنتهاكات الإسرائيلية.
وأورتاغوس نفسها – وهي ممثلة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة – أشهرت سيف الفيتو الأميركي بوجه أربعة عشر عضوا في مجلس الأمن صوتوا لصالح مشروع قرار بشأن إنهاء الحرب في غزة اذ اعتبرته أرتاغوس قرارا يساوي بين اسرائيل وحركة حماس فأسقطته بحق النقض.
الفيتو الأميركي السادس من نوعه بشأن غزة كشف مدى الدعم الأميركي لكيان الإحتلال وإعطاءه الضوء الأخضر للإمعان قتلا وتدميرا ما دفع ببنيامين نتنياهو إلى القول إن الحرب في غزة لن تتوقف إلا بعد تحقيق أهدافنا.