لم تعد تخفى على القاصي والداني “الحجج الواهية والزائفة” التي تتذرع بها اسرائيل عند كل نسخة جديدة من عدوانها الذي لا يتوقف.
ومن يحسن قراءة المشهد الميداني يدرك جيدا أن العدو الإسرائيلي يطلق العنان لآلة الدمار والحرب بمزاعم لا أساس لها على أرض الواقع وهو تماما ما حصل من غارات طالت بلدات عدة في الجنوب والبقاع وطاولت منشآت مدنية.
وعلى قياس العدوان جاءت إدانة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي أعتبر أن الاعتداءات تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة.
وهذا المشهد كان محط تركيز اللقاءين اللذين جمعا كلا من رئيس الحكومة نواف سلام برئيسي الجمهورية ومجلس النواب نبيه بري إلى جانب التطورات الإقليمية بعد مؤتمر شرم الشيخ والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.
وفي تطور قضائي يتعلق بقضية خطف وإخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه وافق القضاء اللبناني على إخلاء هنيبعل القذافي مقابل كفالة قيمتها 11 مليون دولار مع منعه من السفر.
وكانت عائلة الإمام الصدر استغربت التشويه والتشويش الإعلاميين المغرضين اللذين يبثهما من يسمون أنفسهم بفريق الدفاع عن القذافي مؤكدة أنها لم تكن يوما ترضى بالظلم وهي التي تحملته بكل صبر ووقار منذ قرابة نصف قرن من الزمن ولا تزال وهي التي عانت من الاعتقال التعسفيفلا ترضى المعاملة بالمثل.
في قطاع غزة ينتهك جيش الاحتلال الاسرائيلي اتفاق وقف اطلاق النار اذ تعرض حي الشجاعية ومخيم البريج لاستهداف مدفعي وإطلاق النار ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى.
وأما الازمة الانسانية الشاهدة على فظاعة الاحتلال تراوح مكانها فلا المساعدات التي تدخل الى القطاع ترتقي الى المستوى المطلوب ولا اسرائيل عمدت الى فتح معبر رفح والذي يتوقع ان يفتح الاحد المقبل بحسب تصريحات وزير خارجية العدو جدعون ساعر.
وفي ردها على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أكدت حركة حماس ان تاخير فتح معبر رفح وتقليص دخول المساعدات الإنسانية تعكس نهج حكومته الفاشية في معاقبة الاهالي والتلاعب بالملف الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية.
وأما اتهام حماس بأنها تعرقل تسليم جثامين الأسرى الاسرائيليين فقد نفته الحركة جملة وتفصيلا وأكدت ان عملية البحث عن الجثث قد يستغرق وقتا طويلا اذ ان بعضها دفن في أنفاق دمرها هو بنفسه وأخرى ما زالت تحت أنقاض الابنية التي قصفها.
والأخطر من كل هذا إعلان وزير الحرب يسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال بدأ فعليا في رسم ما يعرف بالخط الاصفر وهو خط تمركز عسكري جديد تنتشر فيه القوات الاسرائيلية على أكثر من خمسين بالمئة من مساحة الاراضي كما انه رسالة تحذيرية لحركة حماس وسكان غزة من ان اي عبور لهذا الخط سيقابل بإطلاق النار.