هي حكاية كل مواطن لبناني أحرقه لهيب الوضع المعيشي الصعب فذاب كشمعة وهو ينتظر من وطنه أن يجعل من نار الظروف الإجتماعية بردا وسلاما.
جورج زريق دق جرس الإنذار بجسده المشتعل قهرا وذلا وبالنار التي أكلت روحه غضبا وكرامة.
الكل تعاطف … الكل تضامن … الكل تألم… من دون أن يلغي كل ذلك حقيقة ما حصل.
وزارة التربية فتحت تحقيقا وأمنت المنح لولدي جورج ثانوية سيدة بكتفين الأرثوذكسية أكدت أن ما يتم تداوله لا يمت إلى الحقيقة وجورج معفى من الأقساط. ولكن كل ذلك لا يلغي أيضا حقيقة واحدة واضحة كشعلة نور علم في ظلام دامس جورج رحل بسبب الوضع المادي المزري ولا شيء سيعوض ما اكتوى به ولداه من اليتم والظلم.
وانطلاقا من حكاية جورج .الثقة المطلوبة حكوميا بعد جلسات مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب يجب أن تنطلق من أساس أرضيته الثابتة والصالحة هي وقف نزيف وجع الناس على مختلف المستويات وبدء مسيرة الإصلاحات ومكافحة الفساد بما ينعكس إقتصاديا وإجتماعيا ومعيشيا على الدولة والمواطن. ومن هنا يجب الذهاب إلى العمل . فقط عبر هذا المفترق الذي رسمه جورج بالنار.