مشهد الغضبة الشعبية التي أججها إضراب محطات المحروقات بالأمس، غاب عن الشوارع اليوم، لكن “فوبيا” البنزين ظلت تعبث بالمواطنين، وعبرت عن نفسها في الطوابير المتراصفة أمام المحطات منذ الاعلان عن تعليق الإضراب. وربما كان هؤلاء الخائفون على حق، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
وهم على حق أيضا في قلقهم على ليرتهم، التي تبدو فريسة لجشع الدولار الذي لم يستقر اليوم على بر، فتذبذب سعره بين ألفين وألفين وخمسين ليرة صباحا، ليهوي بعيد الظهر الى ألف وثمانمئة ليرة. فهل تنجح الإجراءات والتدابير التي تمخض عنها اجتماع بعبدا المالي الثاني، في لجم هيجان الدولار؟.
على أي حال، أظهرت المعلومات المتوفرة غداة الاجتماع، أن المشاركين فيه أكدوا على زيادة رأسمال المصارف بمعدل ملياري دولار هذه السنة والسنة المقبلة. ومن القرارات أيضا، خفض معدلات الفوائد الدائنة والمدينة بما يوازي خمسين بالمئة، وهو الأمر الذي يعكف مصرف لبنان على وضع آلية له.
في موازاة هذا المسار المالي والاقتصادي، ثمة غياب لملامح أي اختراق جدي في الملف الحكومي، في حمأة بورصة التوقعات صعودا في بعض الأحيان، وهبوطا في أحيان أخرى. وعليه لا حسم لموعد الاستشارات النيابية الملزمة.
في المقابل، حسم أهلي للمصالحة والوئام بين اللبنانيين، انعكس في وقفة محبة لأمهات الخندق- التباريس انطلاقا من جسر الرينغ. هناك علت صيحات نبذ الطائفية والعودة للماضي الأسود، والتمسك بالسلم الأهلي. وصدحت الحناجر بصوت عال: “واحد واحد واحد… الشعب اللبناني واحد”.