IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـNBN المسائية ليوم الخميس في 05/12/2019

لعلها المرة الوحيدة التي يتمنى فيها اللبناني أن يصادف دولابا على الطريق الساحلي بين بيروت وصيدا… لان الغرق هنا محتوم… “وغريق النوى يتعلق بحبال الهوى”.
لم تكن ناعمة ساعات الإنتظار التي عاشها المواطنون في سياراتهم وسط موج متلاطم من مياه الأمطار التي أغرقت المنطقة الممتدة من الدامور إلى خلدة مرورا بالناعمة وجرفت معها ما تيسر من أشجار وأتربة وصخور وحتى سيارات.
نعمة السماء فاضت ووعاء الأرض ليس مجهزا ليتسع كل هذا العطاء الذي تحول إلى نقمة دفع ضريبتها المواطن من وقته وحرق أعصابه ومحروقاته الغالية هذه الأيام في ظل زحمة سير خنقته لساعات وأبصر النور خلالها مولود أطلق صرخته الأولى بسلام…. مبروك إجاكن صبي.
أربعة ايام فاصلة عن موعد الإستشارات النيابية الملزمة التي حدد موعدها الإثنين المقبل من أجل تكليف شخصية بتشكيل الحكومة العتيدة.
هذه الأيام الأربعة يفترض أن تستغل لإستكمال المشاورات السياسية لتعبيد الطريق أمام التكليف والتأليف.

واستنادا إلى هذه المشاورات أمل رئيس الجمهورية ميشال عون بتشكيل الحكومة بأسرع وقت مشددا على أن أولوياتها ستتمثل بتحقيق الإصلاحات الضرورية واستكمال عملية مكافحة الفساد.
الإيجابيات التي سجلت على الخط الحكومي إنطلاقا من تحديد موعد الإستشارات التي كانت
مطلبا للحراك لم يتلقفها “الحراكيون” وعوض ذلك ركبوا موجة التصعيد في الشارع مجددا عبر قطع الطرقات في العاصمة والعديد من المناطق.

على خط هذا الحراك دخول إسرائيلي وأميركي متجدد.
فبينما أعلن بنيامين نتنياهو عن اتفاق مع واشنطن على إستغلال الإحتجاجات في لبنان والعراق للضغط على إيران، قال مسؤول في الخارجية الأميركية أن طهران تتدخل في السياسة اللبنانية على غرار تدخلها في السياسة الداخلية العراقية مضيفا أنه لا توجد حكومة غربية مستعدة لتقديم مساعدات للبنان إذا لم يستوعب سياسيوه رسالة الشارع.
على المسار المالي رصدت تقييمات متعددة للتعميم الذي أصدره مصرف لبنان والذي تخفض بموجبه اسعار الفوائد على الودائع.

ففيما رأى خبراء أنه يسهم في تنشيط الحركة الإقتصادية وتقليص الإفلاسات في القطاع الخاص اعتبر آخرون أن تعميم المصرف المركزي غير مكتمل وسجلوا تحفظات عن عدم تناوله الحسابات المديونة والقروض الجديدة وعدم خفضه الفوائد على شهادات الإيداع وودائع المصارف لدى البنك المركزي.
وعلى مسار مكافحة الفساد مطالبة متواصلة للنواب بتطبيق القوانين ذات الصلة حتى الآن ويزيد عددها على الخمسين قانونا فإلى متى ستبقى على رف الإنتظار فيما تبدو البلاد بأمس الحاجة للسير على هديها بما يلتقي مع مطالب الحراك الحقيقي؟.