اليوم … الأول من أيار … تحيةً لكل العمال في العالم بعيدهم … تحيةً لعمال لبنان ومواسم خيرهم وعطاءاتهم وتضحياتهم … تحيةً لمن ينصهرون في أرض الجنوب مسطّرين شهادةً وحياةً وشتلةَ تبغ … تحية لمن ينهضون على نار وجعهم … وما بدّلوا تبديلا. في عيد عمال لبنان أجور متآكلة وعيدية مؤجلة … بانتظار تصحيحٍ في لجنة مؤشرٍ تواصِلُ ضرب أخماسٍ بأسداسِ حدٍّ أدنىً ما عاد يُطعِمُ خُبزاً.
بعد العطلة الرسمية في العيد اليوم تتحرك مجدداً الملفات الممتدة من السياسة إلى الأمن مروراً بالمال والإقتصاد. إلا أن أكثر التحديات خطورةً يبقى العامل الإسرائيلي في لبنان عموماً والجنوب خصوصاً في ظل تمادي العدو في اعتداءاته وجديدها اليوم غارتان لمسيّرتين على سيارتين في ميس الجبل ما أسفر عن سقوط شهيدين وثلاثة جرحى.
التفلت الإسرائيلي من إتفاق وقف إطلاق النار يحط قبل ظهر غد على طاولة الإجتماع الأول لمجلس الدفاع الأعلى في عهد الرئيس جوزف عون في قصر بعبدا، قبل أن يلتئم مجلس الوزراء في السراي الحكومي بعد الظهر. ويأتي إجتماع مجلس الدفاع غداة جولة الرئيسين السلف والخلف للجنة الإشراف على تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار: جاسبر جيفرز ومايكل ليني على المسؤولين اللبنانيين بعد طول غياب. ولعل أبرز ما تَمخَّض عن هذه الجولة وعدٌ من الجنرالَيْن الأميركيين بتفعيل إجتماعات اللجنة برئاسة ليني الذي سيقيم في بيروت. فهل التجديد على مستوى اللجنة هو بالرئاسة فقط أم سينسحب على الأداء؟.
العبرة هي في تنفيذ اللجنة ما هو مطلوب على النحو الذي يرسّخ إتفاق وقف إطلاق النار ووقف الإعتداءات الإسرائيلية ولا سيما أن لبنان يلتزم بالإتفاق وجيشه أنجز ما بين 85 و90 % من مهماته في جنوب الليطاني على ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني لبناني وعلى ما أكد رئيس الجمهورية بنفسه.
الرئيس جوزف عون اختتم زيارته الى الإمارات العربية المتحدة على أن يستكمل حراكه نحو الدول الخليجية بزيارة الكويت في الحادي عشر من أيار الجاري وفي أجندته زيارة للعراق.
أما زيارة الإمارات فقد خلصت إلى بيان مشترك تضمّن إعلان إتفاق الجانبين على السماح بسفر المواطنين بعد إتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة التنقل بين البلدين كما عبّرا عن تطلعهما إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي المتبادل واتفق البلدان أيضاً على إنشاء مجلس أعمال مشترك وإرسال صندوق أبو ظبي للتنمية وفداً إلى لبنان لبحث مشاريع التعاون.
وبانتظار بلورة هذه المشاريع يعكف لبنان على متابعة إستحقاقاته الداخلية وفي مقدمها الإنتخابات البلدية والإختيارية. وقبل ثلاثة أيام من أولى محطات هذا الإستحقاق في جبل لبنان يتوالى إطلاق اللوائح الإنتخابية في مختلف الأقضية. ولفت وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار إلى أن كل الإستعدادات للإنتخابات في الجبل تسير على ما يرام موضحاً أن هناك بعض الأمور التي يجري إستكمالها وتحدث عن تنسيق مع دول لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار لمنع أي إعتداء إسرائيلي على المناطق التي تجري فيها الإنتخابات لكنه قال إننا نعمل وفق الأجندة اللبنانية لا الإسرائيلية.
وفي الأجندة الإسرائيلية لهيب الحرائق يلفح لليوم الثاني على التوالي الكيان ولاسيما جبال القدس المحتلة. هذا الغضب الإلهي تسبّب ببلبلة كبيرة وصلت إلى قلب حكومة بنيامين نتنياهو وأُقفلت معها المطارات ومحطات القطار. لكن الحرائق في كيان الإحتلال لم تردع العدو عن صبّ الزيت على نار الإشتباكات في جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق. الثابت أن إسرائيل دخلت على خط الإشتباكات في محاولة لإستغلالها في مشروع فتنة على حساب طائفة الموحدين، تمهيداً لتنفيذ مخططها التقسيمي في سوريا. فهل يصمد إتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في جرمانا وأشرفية صحنايا فيقطع السوريون الطريق على مخططات عدو إسرائيلي يبني مطامعه على دمائهم ودماء كل العرب؟!
وعلى خط المفاوضات الاميركية الايرانية وعشية الجولة الرابعة منها قرار ايراني بتغيير موعدها ولربما فرملتها باقتراح من سلطنة عُمان بناءً على تصرفات اميركا بحسب إيران التي اكد المتحدث باسم خارجيتها إسماعيل بقائي انها جادة في استخدام الدبلوماسية لتحقيق مصالح شعبها وانهاء العقوبات ومن هذا المنطلق دخلت المفاوضات.