إذا كان اليوم اللبناني الأول لتوم براك قد تميز بتسلمه من رئيس الجمهورية جوزاف عون باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة فإن يومه الثاني كانت محطته البارزة في عين التينة.
هناك كانت العين على تفكيك رموز ما سمعه الموفد الأميركي من أفكار ومقترحات ومقاربات للرئيس نبيه بري خلال الإجتماع المطول الذي استمر أكثر من ساعة وربع ساعة.
قبل الإجتماع وبعده لم يدل براك بتصريحات ولكنه تحت ضغط أسئلة الصحافيين أكد لدى دخوله إلى مقر الرئاسة الثانية أنه متفائل وأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن لبنان.
ولدى خروجه وصف الإجتماع مع الرئيس بري بأنه كان ممتازا وقال ردا على سؤال حول رفض بلاده إعطاء لبنان ضمانات إن المشكلة ليست في الضمانات مضيفا: نحن مستمرون في العمل وكل شيء يتقدم وعليكم أن تتحلوا بالأمل وسنصل إلى الإستقرار في المنطقة.
وبانتظار توفر المزيد من المعطيات حول نتائج إجتماع الرئيس بري وبراك ومضمون الأفكار التي طرحت خلاله يواصل الموفد الأميركي لقاءاته في الربوع اللبنانية اليوم وغدا.
وبخلاف الزيارتين السابقتين فإن الزيارة الحالية تتضمن مروحة واسعة من اللقاءات لا تقتصر على رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة وإنما تشمل عددا كبيرا من الشخصيات السياسية والوزراء والنواب وممثلي قوى حزبية ومراجع روحية.
وإذا كانت العين اليوم على زيارة براك فإنها ستكون غدا على مجلس النواب الذي يلتئم في جلسة عامة على نية مناقشة طلب رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان والإستماع إلى ثلاثة وزراء اتصالات سابقين هم: بطرس حرب ونقولا صحناوي وجمال الجراح.
وعلى خط الحراك اللبناني نحو الخارج بدأ رئيس الجمهورية جوزاف عون زيارة رسمية إلى البحرين تعقبها أواخر الشهر الحالي زيارة أخرى إلى الجزائر.
وقبل مغادرته إلى المنامة تابع عون مع بعض زواره ما جرى أخيرا في سوريا ولا سيما في السويداء منوها بمواقف القيادات اللبنانية السياسية والروحية حيال ما حصل من أحداث مؤسفة.
هذه الأحداث جمعت النائبين السابقين وليد جنبلاط وطلال إرسلان في كليمنصو فيما قصد السفير الإيراني دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت.
وفي الميدان يستمر اتفاق وقف إطلاق النار مستمرا من دون خروقات كبيرة في السويداء ولكن الهدوء تكشف عن أوضاع إنسانية صعبة.
وهي ليست على شاكلة الأوضاع الصعبة في قطاع غزة حيث يتزايد عدد شهداء الساعين لتأمين فتات مساعدات من هذا المركز أو ذاك. في غزة الجريحة يختنق الأطفال جوعا ورغيف الخبز يتحول إلى حلم مدمى…