قبل صياح الديك عاجـَلَ كيان الاحتلال الإسرائيلي منطقة المصيلح الجنوبية بعدوان عنيف حـَوَّل منطقةً صناعية بامتياز إلى كتلة من نار وخراب. العدوان تولـّت تنفيذه طائرات حربية ألقت صواريخها على المنطقة فدَمـَّرت بلحظات نحو ثلاثمئة من الجرافات والحفـّارات و(BOB CAT) التي كانت موزعة على ستة معارض للآليات تعد الأكبر في لبنان.
العدوان الذي نـُفذ قبل صلاة الفجر أسفر عن سقوط شهيد وسبعة جرحى ونَشَرَ الرعب في نفوس المواطنين ولاسيما النساء والأطفال. المشهد كان يحكي عن نفسه.. فالعدوان ليس على المصيلح وأهلها وأصحاب المنشآت الصناعية فيها إنما هو عدوان على لبنان وكل أهله على ما قال الرئيس نبيه بري. وبحسب ما لاحظ رئيس المجلس فإن العدوان استهدف هناك المسيحي كما المسلم واختلط الدم بالدم.
ومن الرئيس بري دعوة إلى التوحد من أجل لبنان في مواجهة العدوان. وعدوان اليوم اعترف به جيش الاحتلال زاعمـًا أن الغارات استهدفت آليات تُستخدم لإعادة بناء ما وصفها بالبنية التحتية الإرهابية لحزب اللـ علمـًا بأن طابعها المدني والاقتصادي والصناعي ظاهر للجميع وفوق الأرض لا تحتها. وما لم يقله جيش الاحتلال قالته وسائل إعلام عبرية بوضوح: ممنوعٌ استخدام هذه الآليات لإعادة الإعمار.
في لبنان لا ينبغي الاستسلام لهذا الضغط الذي يجب أن يشكل حافزًا إضافيـًا لتحريك ملف إعادة الإعمار وأن تضعه الحكومة على رأس أولوياتها فهذا الملف هو الذي يكشف مدى صدقية الحكومة تجاه جنوبيٍّ صمد في وجه العدوان ولا يطلب الآن إلاّ تعمير مسكنه وترميمه وتأمين المستشفى والطريق والمدرسة والماء والكهرباء في قريته ومدينته.
في قطاع غزة وقبل إعادة الإعمار عودة متواصلة للنازحين والمشرّدين الفلسطينيين بلهفة وشوق ووجع إلى منازلهم والأطلال في مدينة غزة وشمال القطاع.
وفي الوقت نفسه يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوجه إلى مصر مساء غد حيث يشهد التوقيع الرسمي على اتفاق غزة ويترأس مع نظيره المصري عبد الفتاح السياسي قمة يشارك فيها عدد من القادة العرب والأوروبيين. ومن مصر يطير ترامب إلى فلسطين المحتلة حيث يُلقي الاثنين كلمة امام الكنيسيت الإسرائيلي. وفي آخر تصريحاته أعرب الرئيس الأميركي عن ثقته بأن وقف اطلاق النار سيصمد وأكد وجود توافق بشأن المرحلة التالية من خطة غزة مشددًا على ان العمل جار لضمان صمود وقف اطلاق النار واستمراره وقال انه سيعاد إعمار القطاع بمساعدة عدد من البلدان الغنية.
