لبنان من أقصاه إلى أقصاه مستنفر لملاقاة البابا لاون الرابع عشر في زيارته التاريخية. كل التحضيرات اللوجستية والتنظيمية والأمنية والإعلامية اكتملت واللمسات الأخيرة عليها وُضعت واللبنانيون بمكوناتهم وأطيافهم ومستوياتهم السياسية والروحية والشعبية باتوا ينتظرون اللحظة التي تحط فيها الطائرة البابوية في مطار بيروت عند الثالثة إلاّ ربعاً من بعد ظهر غد الأحد.
بفرح وتفاؤل يترقبون الزيارة التي وضعها البابا لاون تحت عنوان “طوبى لفاعلي السلام” ولا سيما أنها تأتي في ظل ظروف تكاد تكون الأصعب في تاريخ لبنان. من هنا ستكون الزيارة البابوية بمثابة رافعة دعم معنوي كبير للبنان وأبنائه يؤمل أن تحمل بشائر أمل للبلد المنهك.
والزيارة البابوية المرتقبة ليست الأولى من نوعها إذ سبقتها ثلاثٌ: أولاها محطة قصيرة للبابا بولس السادس في مطار بيروت عام 1964 ثم زيارة للبابا يوحنا بولس الثاني عام 1979 فزيارة للبابا بندكتوس السادس عشر عام 2012.
وإذا كانت المحطة الأولى في المطار قصيرة فإن الثانية أُعطي فيها لبنان صفة الرسالة فيما خُصصت الثالثة لتقديم الإرشاد الرسولي الخاص بالشرق الأوسط. أما الرابعة فيقوم بها رسول السلام على قرع طبول الحرب التي تتوعد بها إسرائيل.
وتتجند لهذه الحملة ماكينة ضخٍّ للسموم والسيناريوهات المختلفة وآخرها ما زُعم عن أن موفدين نقلوا إلى بيروت مثل تلك التهديدات والتحذيرات التي ضُربت لها مهلٌ ومواعيد لكن الرئيس نبيه بري نفى – في هذا الإطار- أن يكون وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أتى بأي كلام يصنّف في سياق التحذير أو التصعيد.
وفي موازاة إستمرار الضخ التهديدي الإسرائيلي والمضي بانتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية يطبق لبنان الإتفاق ويواصل الجيش تنفيذ خطته في جنوب الليطاني قاطعاً شوطاً كبيراً على ما أظهرت الجولة التي نظمتها المؤسسة العسكرية للإعلاميين أمس.
وفي هذا السياق تَعرُض قيادة الجيش تقريرها الشهري الثالث حول خطة حصر السلاح في جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل في قصر بعبدا. وقبل أيام من الجلسة استرعت الإنتباه إشادة أميركية بالجيش اللبناني على لسان السفير الجديد في بيروت. وقال السفير ميشال عيسى في تصريحات تلفزيونية إن الجيش وسع انتشاره في جنوب لبنان بشكل ملموس مؤكداً أن عليه استكمال نزع السلاح في كل الأراضي اللبنانية وشدد على أن الدعم الأميركي مستمر بهدف تعزيز قدرات الجيش وقوى الأمن لتطبيق قرار حصرية السلاح. وفي حديث آخر لصحيفةٍ إسرائيلية قال عيسى ان إسرائيل ليست بحاجة إلى إذن واشنطن للدفاع عن نفسها.
وعلى إيقاع هذه المواقف تحطّ المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس في المنطقة حيث تزور تل أبيب الأسبوع المقبل ثم تنتقل إلى لبنان وتشارك في اجتماع لجنة الميكانيزم وربما تعقد لقاءات مع بعض المسؤولين اللبنانيين.