الشغور في موقع رئاسة الجمهورية دخل اليوم شهره التاسع من دون أن يلوح في الأفق القريب أي بادرة أمل من شأنها ملء هذا الفراغ القاتل. ولأن المواقف المحلية على حالها ولأن الحوار الذي ينادي به الحريصون في هذا البلد دونه رافضون ومعرقلون فإن الملف الرئاسي في إجازة مفتوحة ولا توقعات مرتقبة بانتظار ما يمكن أن تحمله الزيارة الثانية للموفد الفرنسي (جان إيف لودريان) إلى بيروت في وقت لاحق من هذا الشهر.
بعكس الموسم السياسي المصاب بالقحط ثمة موسم سياحي مبشر من ابرز تجلياته أعداد الوافدين المرتفعة التي يعج بها مطار بيروت إذ يستقبل هذا المرفق الحيوي حاليا حوالي ثلاثين ألف زائر يوميا.
في الخارج العين على فرنسا التي تحولت إلى ما يشبه ميدان حرب بعد مقتل فتى من أصول جزائرية برصاص شرطي في إحدى ضواحي باريس. ولليلة الرابعة على التوالي تواصلت الإحتجاجات والمواجهات في المناطق الفرنسية جميعها ورصدت أعمال عنف وعمليات نهب واعتداءات على الممتلكات. في المقابل اعتقلت الشرطة التي نشرت خمسة واربعين ألفا من عناصرها في أنحاء البلاد حوالي ألف شخص في الليلة الأخيرة وحدها. وفي ظل هذا الواقع لم تستبعد السلطات إعلان حال الطوارىء في البلاد لاحتواء الإضطرابات لا بل إن البعض اعتبر أن فرنسا فعلا في حال طوارىء غير معلنة. وقد دفعت خطورة الوضع العديد من الدول العربية والغربية إلى توجيه النصح لمواطنيها بعدم السفر إلى فرنسا.
ومن فرنسا إلى السويد حيث تتفاعل قضية إحراق المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم.
وقد تواصلت الإحتجاجات المنددة في غير بلد من العالم وحرص العديد من الدول العربية والإسلامية على استدعاء السفراء السويديين لتقديم إحتجاج. وتقرر عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى اللجنة التنفيذية غدا فيما طالبت إيران باجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية للرد على إحراق القرآن.
