محطتان لبنانيتان خارجيتان وثالثة داخلية الأسبوع الطالع أُولاها زيارة قصيرة لرئيس الجمهورية جوزف عون إلى الرياض غداً وثانيها زيارة للقاهرة في اليوم التالي للمشاركة في القمة العربية الطارئة وثالثها الجلسة الأولى للحكومة بعد نيلها الثقة إثر عودته إلى لبنان. في ما عدا ذلك لا تطورات لبنانية بارزة في نهاية الأسبوع بعكس العديد من بقاع الإقليم من فلسطين إلى سوريا ومن بقاع العالم من أميركا إلى أوكرانيا.
ففي فلسطين حزمة جديدة من التهديدات والضغوطات والعراقيل الإسرائيلية بوجه إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
أما الهدف الموضعي للعدو في هذه الفترة فهو تمديد المرحلة الأولى من الإتفاق بالإستناد إلى خطة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بما تتضمنه من ضوءٍ أخضر يتيح للعدو الإسرائيلي العودة إلى الحرب بعد اليوم الثاني والأربعين إذا شعر بأن المفاوضات غير فعالة مناسبة له. في المقابل تصرّ فصائل المقاومة الفلسطينية على إنطلاق المرحلة الثانية رافضةً طروحات كيان الإحتلال الذي يتنصّل بشكل متكرر من الإتفاقات التي وقع عليها.
وفي ترجمة للطروحات الإسرائيلية أوعز بنيامين نتنياهو إلى جيشه بمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة وإغلاق جميع المعابر المؤدية إليه.
وهدد نتنياهو بعواقب جديدة لم يسمّها لكن وسائل إعلام عبرية نقلت عن مسؤولين أمنيين أنه يفكر في العودة إلى الحرب ولو مؤقتاً وقالت إن حكومته وافقت اليوم على استدعاء أربعمئة ألف جندي إحتياطي إضافي.
وعلى الجبهة السورية اغتنم العدو الإسرائيلي التوترات الحاصلة في جرمانا بريف دمشق ليتطوع منقذاً مزعوماً لدروزها إنما هو في الواقع يحاول دسّ سُمِّه في الجسد السوري مستغلاً حدثاً أمنياً لتوظيفه في خدمة أطماعه ومشاريعه التقسيمية والتذرع بتأمين حماية لم يطلبها منه أحد. وانعكاساً لهذا الواقع قال وجهاء ومشايخ جرمانا: كنا وما زلنا جزءاً أصيلاً من ريف دمشق وسوريا ونرفض الفتنة وندعم محاسبة المسؤولين عنها.
خارج الإقليم شظايا المشادة العنيفة بين الرئيسين الأميركي والأوكراني ما تزال تتطاير في كل إتجاه وهي استنفرت الكثير من القوى الدولية ولا سيما الأوروبيين. وعلى إيقاع هذه المشادة انطلقت اليوم قمة في لندن سبقها منح بريطانيا قرضاً لأوكرانيا بأكثر من ثلاثة مليارات دولار لتعزيز قدراتها الدفاعية. لكنَّ الواضح أن الأوروبيين اعتمدوا أسلوباً إستيعابياً لواقعة البيت الأبيض غير المسبوقة بعيداً من تحدي الولايات المتحدة ورئيسها فصدرت دعوات إلى الهدوء ومطالبات للرئيس الأوكراني بإيجاد وسائل لإصلاح علاقته بنظيره الأميركي.
أسلوب التهدئة هذا تفرضه مخاوف من مثل ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست عن أن سياسات ترامب تظهر إستعداداً للتخلي عن الحلفاء الأوروبيين في سبيل التوافق مع روسيا. ولذلك لم تكن مستغربة دعوة رئيس الوزراء المجري الإتحاد الأوروبي إلى بدء محادثات مباشرة مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.