تحت مجهر المتابعة الدقيقة يلتئم الشمل العربي والإسلامي الذي تحتضنه قطر في حمأة الإنفلات العدواني الإسرائيلي الذي طالت نيرانه عاصمتها الدوحة.
هذا الحشد الذي يستمر يومين بدأ باجتماع تحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اليوم اذ أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمته الافتتاحية ان الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة لا يمكن توصيفه إلا كإرهاب دولة وان الاستهداف لم يكن على موقع بل على مبدأ الوساطة بحد ذاته وهو لن يؤدي إلا لإجهاض مسار التفاوض كما أعاد التذكير بأن قطر لن تسكت وتتهاون أمام هذا الاعتداء البربري.
ويتوّج الحشد غداً بقمة على مستوى القادة الذين سينظرون في مشروع قرار بشأن العدوان على قطر. مضمون المشروع لم يُفرج عن تفاصيله لكن كل الآمال معلقة على قرارات بحكم التحديات تخرج بها القمة الطارئة التي تلتئم في ظرف إقليمي ودولي شديد الحساسية. فقمة الدوحة لا يجوز أن تكون كسابقاتها من القمم التقليدية ولا سيما أن الإستهداف الإسرائيلي الذي يحظى بغطاء غربي واسع لم يعد موجهاً إلى دولة بعينها وإنما إلى المنظومة العربية والإسلامية بأكملها.
ولأن الأمر على هذه الدرجة من الخطورة فإن القمة المرتقبة يجب أن تنتقل من لغة البيانات والإدانات إلى لغة القرارات والخطوات الفاعلة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تستبيح كل الخطوط الحمر وتهدد أمن كل المنطقة بما فيها الخليج.
الدوحة – إذاً – على موعد مع لحظة الحقيقة والقمة الطارئة التي تحتضنها ليست مجرد ملتقىً بروتوكولي بل إمتحانٌ مصيري.
في مواجهة الإستنفار العربي والإسلامي حطَّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تل أبيب مؤكداً أن الهجوم على قطر لن يغير الدعم الأميركي لإسرائيل. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية فإن روبيو سيؤكد في تل أبيب الأهداف المشتركة وفي مقدمها ضمان عدم عودة حماس إلى حكم غزة أبداً وإعادة الأسرى
وفي مشهد استفزازي اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة روبيو منطقة حائط البُراق داخل المسجد الاقصى المبارك وأديا طقوسا تلمودية على نية دوام الانتصار لاسرائيل. وحماس تلقَّى قادتُها المقيمون في قطر تهديدات جديدة من نتنياهو الذي قال إن القضاء عليهم سيزيل العقبة الرئيسية أمام إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب. لكن الرد على نتنياهو جاءه من بيت أبيه إذ قال رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك إن من يهاجم المفاوضين في عاصمة الوساطة إنما يعرّض الأسرى للخطر فيما صرح زميله إيهود أولمرت بأن الحكومة والجيش الإسرائيلييْن (2) أعطيا أوامر لقتل الفلسطينيين من دون تمييز وهذه ليست سياسة.
