بعد إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله وإنهاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني زيارته لبنان واستيعاب واقعة صخرة الروشة ساد هدوء داخلي لافت في نهاية الأسبوع. لكن هذا الهدوء نغّصه هدير طائرات التجسس الاسرائيلية التي كثفت استباحتها سماء لبنان طولاً وعرضاً وحلقت على ارتفاع منخفض ولساعات طويلة منذ الصباح في اجواء العاصمة وضاحيتها الجنوبية في انتهاك متكرر لاتفاق وقف اطلاق النار المبرم في تشرين الثاني 2024.
الانتهاكُ الفاضح يتخذ العدو الاسرائيلي من الموقف الأميركي غطاءً له وهو موقف عبّر عنه الموفد توم براك في تصريحات جديدة تنصّل فيها من المسؤوليات بتكراره أن الولايات المتحدة ليست ضامناً في اتفاق وقف اطلاق النار واصفاً إياها بأنها مجرد قناة تواصلٍ لا أكثر وقال إنه إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشاً واحداً فعليهم نزع سلاح حزب الله ومنع نشوب حرب أهلية.
وفي موقف سعودي شددت المملكة على ضرورة انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة واكدت من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بلسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان وقوفَها الى جانب لبنان ودعمها جهود حكومته في تطبيق اتفاق الطائف.
أما مجلسه النيابي فهو على موعد غداً مع جلسة تشريعية في رصيد جدول أعمالها سبعة عشر بنداً تتراوح بين توقيع اتفاقيات ومعاهدات تعاون وشؤون اقتصادية ومالية وصولاً إلى منح المتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية بعض الإعفاءات من الضرائب والرسوم.
خارج لبنان لا إعفاءات لإيران من الاستهدافات الدولية التي تُرجمت عقوبات جديدة عليها بدفعٍ من الترويكا الأوروربية التي أصرّت على تفعيل “آلية الزناد” وحظيت بدعم من الجانب الأميركي الذي كان قد سبقها في فرض عقوباته الخاصة على طهران. وفيما اعتبرت ايران أن تفعيل آلية الزناد غير قانوني تُطرح أسئلة جدية حول ما اذا كانت دولٌ كروسيا والصين ستمضيان في تطبيق العقوبات الجديدة أم أنهما ستبديان ممانَعة.
في قطاع غزة العقوبات الاسرائيلية تتكثف على الفلسطينيين الذين استمعوا اليوم مجدداً الى وزير حرب العدو يسرائيل كاتس وهو يهدد بتدمير القطاع. في موازاة هذه اللغة العدوانية ثمة لغة تفاوضية يبدي فيها الأميركيون تفاؤلاً بتحقيق صفقة وفق خطة لدونالد ترامب. وفيما أشارت حركة حماس الى أنها لم تتسلم اي مقترحات جديدة من الوسطاء يفترض ان تحضر هذه الخطة في الاجتماع الذي يعقده الرئيس الأميركي وبنيامين نتنياهو غداً في المكتب البيضاوي فَمنْ منهما سيُقنع الآخر بتوجهاته؟! أم أنهما متفقان في أهدافهما المشتركة والباقي ضحكٌ على الذقون؟!!… إن غداً لناظره قريب….
