من بين حصار مطلبي وتظاهرات طوقت الجلسة العامة أقر مجلس النواب عددا من التشريعات قبل أن يذهب الى الدفاع عن دوره البرلماني كموقع سيد لنفسه.
وجبهة الدفاع انطلقت إثر قصف عوني صباحي طاول الاونيسكو مصدره مرابض ميرنا الشالوحي،ولم يشأ تكتل لبنان القوي ترك مؤسسة على حالها فأشرك المجلس في لعبة السقوط وهدد بما سماه النضال السياسي التشريعي وبمقاطعة الجلسات قائلا إن وقف الانهيار والنهوض بالبلاد ليسا من مسؤولية رئاسة الجمهورية والحكومة فقط، بل يقع ذلك أولا على المجلس النيابي المطالب في هذه الفترة بأن يكون خلية نحل لإنتاج القوانين، لكن التيار ترك الحرية لنوابه اليوم في المشاركة التي جاءت على “القد”.
عشرة نواب فقط لزوم النصاب يتقدمهم النائب ابراهيم كنعان اللاعب على خطوط الاستيعاب مطالبا بالخروج من دائرة التعطيل الى دائرة الإنتاج كهدف للحركة التشريعية. لكن الحركة الفعلية استشاطت غضبا من ” تعليمة التيار ” وخرج المعاون السياسي النائب على حسن خليل من جرح المليون الى الرد على “الأستذة” العونية وقال نحن من أوائل الكتل الداعمة لإنجاز القوانين الإصلاحية ولا للمزايدة علينا وعلى المجلس وأعلن خليل عن قلق بري العميق جدا من تعاطي القوى السياسية المتراخية في ملامسة إنجاز الحكومة حيث نرى الشلل في عدم القدرة على التأليف ولا شيء يبشر بحكومة قريبة، لم يشأ بري أن “ينعى” الحكومة لكن واقع الحال يقول أكثر من ذلك على الرغم من ارتفاع مستوى الضغوط الدولية التي نزلت على المسؤولين اللبنانيين كالتوبيخ والتأنيب لا بل والبهدلة في حلتها الجديدة.
وكمن يرى في الإساءة “دنيا عم بتشتي” تابع المسؤولون حياتهم كالمعتاد من دون أن تطرأ أي عوامل لتحريك المياه الحكومية الراكدة في وقت كانت مجموعة الدعم الدولية التي تضم وابلا من الدول شرقا وغربا تكرر دعوتها العاجلة إلى تأليف حكومة قادرة على تلبية حاجات البلاد الملحة، فيما قصدت بريطانيا “دولة بكركي” وأعلن القائم بالأعمال في السفارة مارتن لنغدن أنه يشاركنا الألم وسأل من الصرح إلى أي مدى يجب أن يسقط لبنان قبل أن تتحمل قياداته المسؤولية؟
ما مقدار الألم الذي يجب أن يتحمله الناس في كل أنحاء البلاد قبل أن يتوقف التسييس وتبدأ الإجراءات العملية لتحسين الامور؟ ومتى يتوقف اصحاب النفوذ عن الانزلاق في الكارثة الاقتصادية والإنسانية ويظهرون بدلا من ذلك التصميم والوطنية المطلوبة لتشكيل حكومة إصلاحية قادرة على وقف الانحدار المتهور للبلاد؟
وبعد الفرنسي جان ايف لودريان أدلى الأميركي بدلوه عبر المتحدث باسم الخارجية نيد برايس معربا عن قلق الولايات المتحدة الأميركية من التطورات الأخيرة في لبنان وعجز الزعماء اللبنانيين عن مواجهة الأزمات التي تعصف بالبلاد وقال برايس إن على القادة السياسيين وضع خلافاتهم الحزبية جانبا والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية كل ذلك…
والصمت أبلغ من التأليف وعلى توقيت التهديد برفع الدعم وقطع التيار الكهربائي والآتي “أظلم” و”أعتم” واللاعبون يتصارعون على حلبة خاسرة… والجميع يسدد ضرباته…
التيار الوطني وسع حربه لتشمل ساحة النجمة… القوات زايدت على التعطيل بتعطيل حضورها في مجلس النواب وحزب الله في منطقة الوسط متفرجا ومسندا إليه دور “الانتطار المعطل” ووسط هذا المشهد تترك الصحافة الى مصادرها والجرائد الورقية الى تسريباتها… فهذا يسند الى اللواء عباس ابراهيم مبادرة وآخرون يحملونه مهمة إنقاذ فيما الخط الواضح للمدير العام للامن العام أنه كلف مهمة من بكركي الى حزب الله وليس لديه أي مباردات.
وقد خلصت مهمته الى عودة التواصل بين الطرفين.
اما بقية المسار فيفترض أن يتولاه المعنيون المقررون… وهذا ما لم يقدم عليه اي من المراجع المؤسسة للتأليف بعد… والتقدم الوحيد سطره الشارع اليوم في تظاهرة استعادت نبض بيروت… وشعارات السابع عشر من تشرين.