جدار صوت للطيران الحربي الاسرائيلي فوق كل لبنان.. وجدار آخر سياسي ديموغرافي يأتي من خلف البحار ليغير معالم الأرض وسكانها.
وتدور عقارب الساعة السياسية في العالم على توقيت دونالد ترامب وبشهر واحد من ولاية السنوات الأربع أضرم الرئيس الأميركي النار في الخرائط وهز القارات واستخدم موهبته كمطور عقاري ليهدم ويمتلك ويهجر ويلعب بمساحات الدول وقنواتها وجزرها.
لكنه وللمرة الاولى جمع العرب وجعلهم اتحادا واحدا في مواجهة مشروعه باستخدام ارضهم لاستضافة فلسطينيي غزة بعد امتلاكها أميركيا “ناتو” عربي خليجي يستنفر لصوغ الموقف لمخاطبة مهندس التهجير دونالد ترامب، وقد تداعت كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر لقمة خماسية في الرياض في العشرين من شباط الحالي.
ستسبق القمة العربية الطارئة في السابع والعشرين منه وتستضيفها القاهرة ومن هنا جاءت الإحالة لملك الأردن عبدالله الثاني الذي رحل الموقف إلى حين التشاور السعودي- المصري وهو إن شعر بهزة في الملك، فقد أرجأ النطق بالقرار امام ملك العالم, لكن طاقمه السياسي الوزاري -على ارفع مستويات- أوضح الرؤية واعلن رفض الاردن المقترحات الاميركية الاسرائيلية، وقال رئيس الوزراء جعفر حسان إن موقف الأردن واضح وثابت بشأن طرح تهجير اهالي غزة الى الاردن.. فلا توطين ولا تهجير ولا حلول على حسابه.
فيما شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن الأردن “لا يستطيع قبول المزيد من اللاجئين وتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا اليوم، من العاهل الأردني الملك عبدالله, وأكد الطرفان وحدة الموقفين المصري والأردني بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسيتمثل التحدي العربي في قمة القاهرة, حيث بات العرب امام مفترق طريق حاسم لا يحتمل مواجهته ببيانات الغضب من دون التوجه مباشرة الى اعلى المرجعيات الدولية لاثبات الحق الفلسطيني ورفض العبث بامن الدول العربية.
والعبث ذاته تفرضه اسرائيل على لبنان بمحاولة تسللها الى تمديد ثان يقفز على الثامن عشر من شباط.
ولكن اتصالات متسارعة لبنانية اميركية وفرنسية اعادت التاريخ الى تاريخه.
وقالت مصادر دبلوماسية للجديد إن باريس لعبت دورا وسيطا في المفاوضات، فاتصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أكثر من مرة بالرئيس جوزيف عون، وتواصل مع الجانب الاسرائيلي وأبلغه برفض عون القاطع لاي إبقاء على أي موقع تحت الاحتلال الاسرائيلي.
وستصل المبعوثة الامريكية مورغان اورتاغوس الى بيروت حيث تقوم بجولة على المسؤولين اللبنانيين لانهاء التفاوض وتأكيد الانسحاب وذلك بالتزامن مع اجراء المبعوث الاميركي الى المنطقة ستيف ويتكوف محادثات في إسرائيل تتعلق بصفقة غزة قبل وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل مساء السبت في أول رحلة له إلى المنطقة.
واسرائيل التي تهدد غزة بجحيم ترامب.. تخرق سيادة لبنان بطيران حربي هز العاصمة والمحافظات كافة مترافقا مع راجمة انباء تهويلية كاذبة عن تمديد مهلة وقف اطلاق النار لما بعد الفطر وهو ما نفته الرئاسة اللبنانية.
