العالم منشغل بأوكرانيا، وانشغال اللبنانيين بالانتخابات النيابية المقبلة يزداد يوما بعد يوم.
على الجبهة الاوكرانية، لم تنجح المفاوضات مع الجانب الروسي على الحدود البيلاروسية في لجم التصعيد الميداني المتصاعد على وقع التراشق المتبادل بالتهديدات. واللافت اليوم تزامنا مع انتهاء المحادثات، إعلان الرئيس الاوكراني توقيعه طلبا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، في مقابل اشتراط الرئيس فلاديمير بوتين في اتصال مع نظيره الفرنسي اعلان حياد اوكرانيا ونزع سلاحها لوقف العملية.
أما على الجبهة اللبنانية، الانتخابية تحديدا، فالحماوة ترتفع مع تناقص الأيام الفاصلة عن الاستحقاق. وإذا كانت نسبة كبيرة من الناخبين لا تزال في موقع التردد، سواء لناحية المشاركة في العملية، أو لجهة الفريق الذي ستصوت له، فالقوى السياسية على اختلافها تشق طريق تحالفاتها، التي يفرض قانون الانتخاب الحالي أن تكون في احيان كثيرة انتخابية أكثر منها في السياسة، على ان ينفخت الدف ويتفرق العشاق، اعتبارا من السادس عشر من أيار.
لكن قبل الدخول في العناوين الأخرى المطروحة على الساحة الداخلية، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.
تذكروا مثلا، مين طالب من اليوم الأول بإنو يكونوا اللبنانيين أبعاد لبنانية بالخارج، مش أبعاد للخارج بلبنان، وبمعنى آخر مين كان أول المطالبين بتحييد لبنان واللبنانيين عن الصراعات الإقليمية والدولية، حفاظا على الحرية والسيادة والاستقلال وأولوية الانتماء للبنان.
وما تنسوا ابدا، مين كان تابع للوصاية السورية أو خاضع إلها قبل ال2005، ومين استبدل الوصاية السورية بوصايات عربية واقليمية ودولية بمختلف الاتجاهات، بعد ما عم ندفع ثمنها لليوم.
ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللوا نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية.
