بين “الهضمنة” والوقائع، لا يزال تشكيل الحكومة يطير من موعد إلى موعد، في وقت طار رئيس الحكومة المكلف اليوم إلى باريس.
فبحسب سلسلة تغريدات للنائب فيصل كرامي، النائب السابق وليد جنبلاط الذي يطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة “يتهضمن”، بعدما غرد بالقول: يبدو ان اخبار لبنان وصلت الى بغداد، فأخذ العراقيون يبحثون في شارع المتنبي عن كتاب حول السنة المستقلين، فيما وجد البعض ان التقرير الاخير للبنك الدولي عن لبنان مخيف. وسأل جنبلاط في التغريدة: هل قرأ السنة المستقلون هذا التقرير؟ وأضاف: وبالمناسبة هم مستقلون عن من؟ من دون أن تفوت رئيس الاشتراكي تحية النائب اسامة سعد على موقفه الوطني، كما قال.
وبحسب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري: الذي “يتهضمن” هو من جمع نوابا من كتل مختلفة، وسماهم مستقلين، وطالب بتمثيلهم بوزير، وهو ما يرفض بيت الوسط مجرد البحث فيه حتى الساعة.
أما بحسب عموم المواطنين، فمن “يتهضمن هو كل من يسهم بتأخير ولادة الحكومة يوما أو ساعة أو دقيقة، فيسهم بذلك في تعريض الاستقرار السياسي للخطر، ويضع الوضع الاقتصادي في مواجهة خضات هو بغنى عنها، ويمنع التصدي للمشكلات التي تعترض اللبنانيين في حياتهم اليومية.
هذا في “الهضمنة” السياسية. اما في الوقائع، فيسجل الآتي:
أولا: حمل اللقاء التلفزيوني لرئيس الجمهورية أمس رسالة واضحة إلى من يعنيهم أمر الوطن قبل التأليف، سواء في ما تضمنه في المواقف، أو ما رافقه من تغريد متبادل مع رئيس الحكومة المكلف.
ثانيا: صحيح أن بيت الوسط أطفأ محركاته مع مغادرة الرئيس سعد الحريري الى باريس، غير ان هذا الامر لا يعني على الاطلاق ان التواصل والتشاور توقفا على اكثر من مستوى، أو ان ملف التشكيل عاد إلى النقطة الصفر.
ثالثا: تعليقا على ما وصلت إليه الأمور في المرحلة الراهنة، ينأى التيار الوطني الحر بنفسه عن أي سجال، ويكتفي بالتذكير بأن ما يحدث يؤكد مرة جديدة أنه لم يكن المعرقل للتشكيل كما اتهم منذ اليوم الاول، بدليل مساهمته في حل العقدة الدرزية، ثم القواتية، آملا في ان يتمكن المعنيون من حل العقدة السنية-الشيعية التي باتت آخر ما يمنع صدور مرسوم التشكيل في أقرب وقت.