آلة القتل الاسرائيلية لا تشبع.
لم تشبع قبل عام 1948، ولا بعد تأسيس الكيان الغاصب، ولا من الدماء التي سالت في سلسلة الحروب المتتالية والاعتداءات اللامتناهية على الشعب الفلسطيني وسائر شعوب المنطقة.
ولم تشبع لبنانيا بالتحديد، لا من قصف القرى في الستينات، ولا من اجتياحي 1978 و1982، ولا من عمليتي 1993 و1996، ولا من حرب تموز 2006، ولا من الكم الهائل من المجازر المرتكبة في حق الابرياء والشيوخ والنساء والاطفال على مر السنين.
وأما اليوم، وفيما يدمر الاجرام الاسرائيلي غزة فوق رؤوس أهلها، وينذرهم بالنزوح الى جنوب القطاع، تتواصل انتهاكاته للسيادة اللبنانية، لينال اجرامه مساء من الاعلام اللبناني، حيث استشهد صحافي زميل، واصيب آخرون في علما الشعب.
وامام واقع الحرب المفتوحة على كل الاحتمالات، وفي ضوء مشهد الدمار وخسارة الأرواح، سلسلة ملاحظات:
أولا، وجوب الوقوف الى جانب حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والظلم ومحاولات الابادة الجماعية.
ثانيا، تأمين كل الظروف لضمان استقرار الاوضاع في لبنان وعدم الانجرار او الاستدراج.
ثالثا، رفض اي مس بسيادة لبنان واي استخدام للاراضي اللبنانية من اي طرف غير لبناني كمنطلق لعمليات عسكرية. اما اذا حصل اي اعتداء على لبنان، فالحق بالرد والتصدي طبيعي ومشروع.
واليوم، تصادف الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين للثالث عشر من تشرين الاول 1990، الذي يبقى على مر العقود رسالة الى كل الاحرار في العالم، بأن القضايا المحقة لا تموت، طالما لا تتخلى عنها الشعوب الحية، مهما طال الزمن.