ماذا حققت زيارة توم براك لبيروت؟
أوساط حزب الله تعبر عن سرورها باللهجة المتفهمة، ومصادر القوات تتمسك بالمواقف المعلنة، مع وضع التلويح باستقالة الوزراء اعتراضا على الترويكا على الرف في هذه المرحلة، غداة الزيارة الليلية التي قام بها المبعوث الاميركي لمعراب.
وأما حقيقة ما تحقق، فيمكن استخلاصها من الخرق الاسرائيلي المتواصل للسيادة، الذي حط اليوم في الشمال، وتحديدا في العيرونية-طرابلس، من خلال عملية أكد الجيش الإسرائيلي أنها استهدفت قياديا في حماس، على رغم نفي الحركة.
وأما ما لم يصدر بالمباشر عن الجهات الرسمية اللبنانية، فألمح اليه البطريرك الراعي من قصر بعبدا اليوم، حيث اختصر المشهد بالقول: البحث في بعض الامور مع براك كان ممتازا وبعضها الآخر يحتاج الى حل، ولا يزالون ينتظرون إجابة من حزب الله.
فماذا بعد انتهاء الزيارة؟
هل تتعمق النقاشات للبحث في التفاصيل التي تحدث عنها براك؟
ولماذا سيحل اليوم بالحوار ما لم يجد طريقه الى الحل خلال أشهر وسنوات؟
وماذا بعد الاعلان الصريح عن انهيار آلية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار؟
هل صارت سيادة لبنان مستباحة في شكل رسمي وبقرار خارجي واضح لاسرائيل؟
والاهم من كل ذلك، هل بات لبنان أقرب الى حرب شاملة جديدة، كما يروج خصوم حزب الله في الداخل اللبناني، ام الى تسوية على وقع المفاوضات الاميركية-الايرانية، كما يمنن النفس انصار المقاومة في لبنان؟
الأجوبة لا تقدمها التصريحات ولا البيانات، بل الوقائع والتطورات على الارض.
والوقائع والتطورات تجزم بما لا يقبل الشك، أن الاحتلال باق، والخروقات مستمرة، وتطبيق القرارات الدولية متعثر، وعجز السلطة السياسية الجديدة عشية احتفائها بنص عام على نشوئها، متواصل حتى اشعار خارجي آخر.