بين اعتبار الخطوة خضوعا لابتزاز الثنائي الشيعي وتهديده بالمقاطعة من جهة، والتشديد على انها محاولة استيعابية جديدة هدفها الحفاظ على وحدة الحكومة على مسافة ثلاثة ايام من جلسة 5 ايلول من جهة اخرى، الثابت الوحيد ان حصر السلاح لم يعد بندا وحيدا على جدول اعمال مجلس الوزراء.
فبذريعة عدم عقد جلسة منذ أكثر من أسبوعين، صدر عن أمين عام مجلس الوزراء ملحق بالجدول الاساسي، تضمن إضافة أربعة بنود: الأول يتعلق بوقف تصدير المواد الكيميائية في منشآت النفط في طرابلس والزهراني، والثاني يرتبط بالمنحة المالية للعسكريين، والثالث في شأن الموافقة على العقد الموقع بين وزارة الطاقة ومؤسسة البترول الكويتية، والرابع مشروع مرسوم يتعلق بالطاقة المتجددة.
وفي تعليق على التطور المذكور، وفيما كرر الرئيس نواف سلام أهمية بسط الدولة لسلطتها على كامل أراضيها، وتطبيق اتفاق الطائف في ما يخص حصر السلاح، أكد مصدر وزاري من خارج الثنائي للـ أو-تي-في أن الوزراء الشيعة سيشاركون في الجلسة ليفتح حضورهم الباب أمام نقاش عملي لخطة الجيش، بناء على تسوية تقضي بعدم ربط حصرية السلاح بجدول زمني صارم في محاولة لكسب الوقت من اجل معرفة نية العدو الاسرائيلي.
وأما مصادر الثنائي فأكدت في المقابل عبر الـ أو-تي-في أن التعامل مع الجلسة سيجري وفق مجرياتها، بخاصة وأن التوجه في ما يتعلق بالخطة غير واضح الآن، فلدى الجيش اللبناني خصوصية تتعلق بالأسرار العسكرية، والمؤسسة لا تكشف عن أي خطة في شكل استباقي.
وكانت كتلة الوفاء للمقاومة رفعت اليوم سقف التصعيد السياسي الى المستوى الاعلى، حيث وصفت قرار الحكومة القاضي بحصر السلاح بغير الميثاقي وغير الوطني، معتبرة ان امام الحكومة سلسلة طويلة من الاستحقاقات المهمة، تأتي في طليعتها المبادرة إلى ترميم ما صدعته من وحدة وطنية نتيجة تورطها بالقرار الخطيئة الذي يهدد الاستقرار.
ومن ناحيته، أسف التيار الوطني الحر للإرتباك الحاصل في الحكومة في شأن موضوع حصرية السلاح، إذ وافقت على الورقة الأميركية أو أهدافها ثم تراجعت عنها أو اعتبرتها غير قائمة، كما عبر نائب رئيس الحكومة.
وشدد التيار على وقوفه الى جانب الجيش اللبناني في ما يتخذه من إجراءات تحقيقا لمبدأ حصرية السلاح، من دون تحميله مسؤوليات لا يمكن تحميلها له تتعلق بالوفاق الوطني والسلم الأهلي، ومن دون إدخاله في خلافات سياسية لا دخل له فيها.
وهذا المساء، عاد ملف السلاح الفلسطيني الى صدارة المشهد، من خلال الاشتباكات التي اندلعت في مخيم برج البراجنة.
