عام مضى على جريمة تفجير “البايجرز “التي اقترفتها اسرائيل، والتي تلتها جريمة تفجير اجهزة الاتصال اللاسلكية في ايدي حامليها، لينطلق في الثالث والعشرين من ايلول 2024 الهجوم الاسرائيلي الواسع ضد لبنان، بعد سنة تقريبا على حرب الاسناد.
حرب يصف كثيرون الانخراط فيها بالخطأ الاستراتيجي الذي ادى الى عدد ضخم من الجرحى والشهداء، على رأسهم السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين.
حرب فشلت في انقاذ غزة، او حتى الضغط على اسرائيل، التي استعرضت تفوقها العسكري التكنولوجي القاتل امام دول العالم الداعمة او الصامتة، او حتى الرافضة لكن المتفرجة، الحريصة بطبيعة الحال على مصالحها القومية اكثر من مصلحة لبنان واللبنانيين.
حرب عاد بنتيجتها الاحتلال الاسرائيلي الى لبنان بعد ربع قرن على التحرير، ليعود معها الكلام على منطقة عازلة في الجنوب، حيث كشف النائب حسن فضل الله اليوم أن جيش الاحتلال الاسرائيلي بات يحتل ما مساحته مئة كلم مربع من الأراضي اللبنانية على طول الحدود الجنوبية، ويقيم منطقة عازلة يمنع فيها أي شكل من أشكال الحياة.
حرب لم يتوقف بعدها انتهاك السيادة ولا عمليات الاغتيال المتنقلة بين المناطق، عدا الدمار المهول في مختلف البلدات والقرى، حيث باتت اعادة الاعمار عنوانا للابتزاز،
وجزءا من الضغط الاقليمي والدولي على لبنان.
حرب افضت الى اتفاق يقضي بوقف الاعمال العدائية، واطلاق مسار حصر السلاح وفق القرار 1701 بعد ملء الفراغ السياسي على المستويين الرئاسي والحكومي، من دون اي نجاح يذكر.
وأما فراغ الانجازات على مختلف المستويات فيتسع ولا يضيق، حيث الفشل حليف السلطة في مسألة السلاح، كما في قضية الاصلاح واموال المودعين، علما ان موازنة العام 2026 حضرت اليوم على طاولة مجلس الوزراء في السراي، التي حاصرها صباحا العسكريون المتقاعدون.
