بعد عامين الا ثلاثةِ ايام من الذكرى الثانية لطوفان الاقصى، وإثرَ تهديدٍ مباشَرٍ وجّهه اليها الرئيسُ الاميركي، الذي أمهلها حتى السادسة من مساء الاحد بتوقيت واشنطن والا ستُفتح ابواب الجحيم، تجاوبت الحركة مع خطة دونالد ترامب، ولو بشكل جزئيٍّ، على حد تعبيرها، فأعلنت اسرائيل انها تتهيأ للتنفيذ، وبادر العالمُ الى التأييد، وسارع سيدُ البيت الابيض الى التبشير بالسلام المنشود، ليس فقط في القطاع، بل في الشرقِ الاوسط كلِّه.
فماذا جنت حماس جراء عملية السابع من تشرين الاول 2023؟ من وجهة نظرها، اسرائيل فشلت، بدليل عدمِ حسمِ المعركة، التي خاضتها بكل اسلحتها المتطورة، واجرامِها المشهود، واضطرارِها في المحصِّلة الى التفاوض، فلو لم تقبل حماس، لكان القتال استمر.
اما وجهة النظر المقابلة، فتتحدث عن آلاف الشهداءِ والمصابين، وعن الخراب والتشريدِ والجوع، وفي الموازاة، عن خسارةِ حماس حُكمَها للقطاع، الذي عاد محتلاً بشكلٍ كامل. كما تُذكِّر وجهة النظر تلك بالضربات التي تلقّاها محور الممانعة في المنطقة، بدءاً باستشهاد السيد حسن نصرالله وجريمةِ البايجرز واعادةِ احتلال لبنان، مروراً بسقوط نظام بشار الاسد، وليس انتهاءً بالضرباتِ القاسية التي تلقاها الحوثيون، كما فصائلُ العراق، وصولاً الى الحرب الاسرائيلية والضربةِ الاميركية لإيران.
لكن بالنتيجة، اذا نجح تطبيقُ الخطة الاميركية، ولو بحدِّها الادنى، فهذا يعني عملياً وقفَ الحرب، وفتحَ صفحةٍ جديدة، يُترك للأيام والسنواتِ المقبلة الحكمُ عليها، تماماً كما تُترَك للتاريخ الكلمةُ الفصل حول جدوى احداث السابع من اكتوبر.
اما لبنانياً، فتتراكم الاسئلة: هل تُجدِّد اسرائيل هجومَها الواسع على لبنان بعد إراحتِها في غزة؟ وماذا عن سلاحِ حماس المتبقي في المخيمات الفلسطينية على ارض لبنان، ولاسيما في عين الحلوة؟ وما مصيرُ المفاوضاتِ التي بدأت ثم تعثّرت بينها وبين السلطات اللبنانية؟
جوابُ الحركة على الاسئلةِ اللبنانية معروف. اما مقاربةُ السلطةِ اللبنانية، فغامضة، وتجيب على الاسئلةِ الكبيرة بأسئلةٍ اكبر، ما يرفع منسوبَ الشكوك ويزيدُ القلَق من المستقبلِ غيرِ البعيد.
