لماذا وقعت حرب غزة؟
هل لأن اسرائيل كانت تخطط لها، فوجدت في طوفان الاقصى شرارة لإطلاقها؟ ام لأن حماس اساءت التقدير، فأوقعت القطاع، ومعه لبنان وسوريا واليمن وصولا الى ايران، وحتى العراق وقطر، في دوامة عنف، لم تنته بعد؟
قراءات عدة ستقدم، في هذا الاتجاه او ذاك، وكتب كثيرة ستكتب من هذا الرأي او ذلك، في الآتي من الايام والاشهر والسنين.
وأما الكلمة الفصل، فمتروكة للتاريخ، الذي سيحكم لحركة المقاومة الاسلامية او عليها، لكنه لن يتوقف كثيرا على الارجح عند عشرات آلاف الشهداء والمصابين بجروح ستلازمهم مدى الحياة، ولاسيما الاطفال منهم، الذين راحوا ضحية تضارب مصالح الدول والرهانات المشبوهة لبعض أصحاب النفوذ.
ولكن مهما يكن من امر، القضية الفلسطينية خرجت حية من تحت الركام. وسيأتي يوم تقوم فيه دولة فلسطينية مكتملة المواصفات، بما يليق بالدماء المبذولة في سبيلها.
وأما الدولة اللبنانية القائمة منذ مئة وخمسة اعوام، فبينها وبين المواصفات المكتملة سوء فهم كبير، اذا ليس فيها من مواصفات الدولة الا الشكل واسماء المسؤولين.
وأما المسؤوليات، فمرمية على قارعة الاهمال، تماما كما جرى اليوم في ملف مطمر الجديدة، وكما يجري كل يوم في كل الملفات.
فاليوم، وفي الذكرى الشهرية التاسعة لولادة السلطة الجديدة، اتخذت حكومة نواف سلام قرارا تاريخيا، لكن بالمعنى المعكوس، فقررت توسعة مطمر الجديدة بدل اقفاله، واجلت كل بحث جدي بحل مستدام لمأساة النفايات الى ما بعد الانتخابات النيابية المفترضة عام 2026.
وأما الوزراء المتحفظون، فسرعان ما فضحهم زملاؤهم، اذ ردا على سؤال لل او.تي.في. عن موقف وزراء حزب القوات من توسعة مطمر الموت، قالت وزيرة البيئة تمارا الزين: جوا، ما حدا تحفظ على شي.
