بين حكومة نواف سلام والنزوح السوري أكثر من لغز وسرّ وشك. فلا هي حاولت أصلاً وضع العودة على السكة، من خلال وضع خطة واضحة، او عبر التواصل مع الحكم السوري الجديد، ولا نجحت أساساً في تبديد ما يحوم من علامات استفهام حول أداء بعض وزرائها ونواياهم في هذا الملف منذ يومها الاول.
يكفي مثلاً مضمون القرار رقم 19 الصادر عن مجلس الوزراء اثر جلسته المنعقدة في السراي الكبير في 9 تشرين الاول الجاري، حيث جاء فيه: حيث تبين أن عدداً من الطلاب السوريين الموجودين في لبنان يتعذر عليهم الحصول على الوثائق المطلوبة، فإن وزارة التربية ترى ضرورة اتخاذ اجراءات عملية وفورية تضمن حق الطلاب بالتعليم، وذلك من خلال السماح بالتسجيل للتلامذة الذين باشروا بإجراءات الحصول على الإقامة أو تجديدها.
القرار المذكور الذي يساوي بين النازح غير الشرعي والشرعي، اثار فوراً ردود فعل منددة وغاضبة، ابرزها من نواب تكتل لبنان القوي، على اعتبار أنه يعزز النزوح السوري ويطيل أمده ويستجلب مزيداً من النازحين من سوريا لتسجيل أولادهم بمدارس لبنان، كما شدد النائب إدكار طرابلسي، فيما رأى النائب نقولا الصحناوي ان القرار إمعان في التماهي مع مخطط التوطين، مشدداً على ان الحكومة ارتكبت خطأ عظيماً بتغطية هذا القرار المشبوه. وفي وقت وصفت النائب ندى البستاني القرار بغير البريء، اكد النائب جورج عطالله أن المواجهة مفتوحة مع حكومة الإذعان، داعياً المدراس والاساتذة والبلديات الى رفض القرار المذكور.
وفيما ساد الصمت على المقلب الآخر من المشهد السياسي، ولاسيما من المسؤولين الرسميين، والقوى السياسية المشاركة في الحكومة، كان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يشدد خلال لقاء مع المنتشرين اللبنانيين في بلجيكا على الحفاظ على الهويّة اللبنانية، من خلال الحفاظ على ارتباط اللبنانيين المقيمين في الخارج بلبنان.
وشرح باسيل الموقف من قانون الانتخاب، قائلاً: بدأوا بالكذب عليكم ليقولوا لكم بأننا نحرمكم من حقكم بالإنتخاب، ونحن نقول إننا نعطيكم الحق بالتمثيل المباشر، أكان بدائرتكم في لبنان أو بدائرتكم في الانتشار، ونعطيكم الحق بالانتخاب وبالترشّح معاً. وأضاف: عندما قالوا إننا نمنع عنكم الحصول على حقوقكم، ذهبنا الى النهاية، وقلنا إننا مع ان يختار اللبناني المقيم في الخارج، اذا كان يريد أن يصوت لنائبه في الانتشار او للنائب في دائرته في لبنان، قال باسيل… ونشير إلى أننا سنبث كلمة رئيس التيار من بلجيكا كاملة مباشرة بعد هذه النشرة.