IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين 01.12.25

غداً تنتهي زيارة البابا.
اما بعدَ غد، فيومٌ آخر.
يومٌ، يخشاه كل اللبنانيين، القلقين من التهديد المتنامي بالحرب، والملوَّعين من عجز سلطتهم السياسية عن مقاربة الملفات العالقة، واهتمامِها الزائد بالشكليات، على حساب ترجمة الوعود الى وقائع، والاقوال الى افعال.

بعد غد، الارض محتلة، والخرق على مدار الساعة للسيادة، والسلاح خارج سلطة الدولة، والمخيمات مدججة.
بعد غد، اللاجئون مُوطَنون، والنازحون مُدمجون، والهوية تندثر والكيان الى زوال.

بعد غد، الاقتصاد في ركود، والقطاعات المنتِجة تلفظ الانفاس، اما الكهرباء والمياه والنقل المشترك والاتصالات والتقديمات الاجتماعية فبلا خطط، والخطط الموجودة بلا تحديث ولا تنفيذ.

بعد غد، قيمة الليرة في الحضيض، والودائع بالدولار مُحتجَزَة، والقوانين الاصلاحية في الادراج، فيما بعض الوزراء يماطلون، وبعض رؤساء اللجان النيابية يخادعون، واكثرية النواب والاحزاب في غيبوبة سياسية.

بعد غد، كلام عن لبنان الرسالة والعيش المشترك، فيما المناصفة تُضرَب والشراكة تُنسَف والحضور في الادارات العامة يُستنزَف. اما قانون الانتخابات النيابية، ففي عين الاستهداف، لمصلحة تعديلات تلغي نواب الانتشار، وطروحات لقوانين تقتلع التنوع من الجذور.

بعد غد، واقع اسود. اما غداً، فيوم ابيض ثالث لبابا السلام في ربوع ارض الرسالة. الختام بقداس الهي، بعد محطتين في دير الصليب وموقع انفجار مرفأ بيروت. واليوم، لقاء مع الشبيبة في بكركي، بعد مشهدية روحية جامعة في ساحة الشهداء، وقبلَها اجتماعٌ روحي مسيحي في حريصا.

والبداية من ضريح قديس لبنان، مار شربل، حيث جثا الحَبرُ الاعظم على ركبتيه، ثم لخص إرثَه قائلاً ما يلي: الرُّوحُ القدس صاغه وكوَّنه، لكي يُعَلِّمَ الصَّلاة لمن كانت حياتُه بدون الله، ويُعَلِّمَ الصَّمت لمن يعيش في الضوضاء، والتَّواضعَ لمن يسعى للظهور، والفقرَ لمن يبحث عن الغنى. ففي حياته على الأرض، كان الكثيرون يأتون إليه لينالوا من الله العزاء والمغفرة والنصيحة، وبعد وفاته، تضاعف ذلك وصار نهراً من الرحمة.

نريد اليوم أن نُوكِلَ إلى شفاعة القديس شربل كل ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم: من أجل الكنيسة، نطلب الشركة والوحدة. أما من أجل العالم فنطلب السلام. ونطلب السلام بصورة خاصة من أجل لبنان وكل المشرق، ونعلم جيدًا، أنه لا سلام بدون توبة القلب.