Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 05/04/2019

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يتجلى انقسام اللبنانيين بأوضح صورة، بين أكثرية وأقلية.
قد يكون هذا الكلام مفاجئا للبعض، خصوصا الذين اعتقدوا أن الوطن الصغير تجاوز أزماته السياسية الكبرى التي شتتت أبناءه لسنوات، ووزعتهم بين تجمعات وتحالفات وتكتلات متناحرة، قبل التوصل إلى التسوية الوطنية الأخيرة، التي أعادت خلط الأوراق.
غير أن مفعول المفاجأة لدى هذا البعض يبدأ بالتلاشي، عند التدقيق بالمعنى المقصود، وإدراك المفهوم الجديد للانقسام اللبناني في المرحلة الراهنة.

ففي لبنان اليوم، لم يعد موضوع السلاح والعلاقة مع سوريا وسائر الملافات الخلافية السابقة عنوان الانقسام الأول بين أكثرية وأقلية، فقد تجاوز الجميع ذلك مرحليا ربما، نحو عناوين تمس الناس أكثر في حياتهم اليومية، وفي مستقبل أبنائهم على أرض الوطن.

في لبنان اليوم مثلا، أكثرية مع عودة النازحين، وأقلية تعرقل. أكثرية مع تفعيل الاقتصاد، وأقلية لا تساهم في اتخاذ ما يلزم من اجراءات معروفة من الجميع لتحقيق الهدف. أكثرية مع مكافحة الفساد، وأقلية من معظم الأحزاب وكل الطوائف والمذاهب والمناطق، تغطي الفاسدين، وتفتعل الأزمات لتأخير يوم الحساب.

في لبنان اليوم مثلا، أكثرية تدفع في اتجاه كهرباء ونفط وسدود وقضاء منزه ومؤسسات فاعلة ومجتمع منتج ومشاريع كثيرة أخرى، وأحلام لا تعد أو تحصى، وفي المقابل، أقلية لا” شغلة الا ولا عملة”، سوى بث الشائعات على مواقع التواصل، والتفاعل معها، حتى كاد الكاذب أن يصدق الكذبة التي اطلقها.

وفي هذا السياق، لفت كلام الرئيس عون اليوم عن ترسبات ورثناها منذ العام 1990، وهمنا الاول ازالة آثارها. فوحده ملف الكهرباء رتب على خزينة الدولة اكثر من 40 مليار دولار، وسببه الاساسي الكيد السياسي. اليوم، قال رئيس الجمهورية، نحاول رد الوطن الى الخيارات الاقتصادية والابتعاد عن الكيدية لأن الانماء لا علاقة له بالأحزاب. أما الخلاصة، فهي التالية:لا خوف على الوحدة الوطنية لأن لا خطر علينا من الداخل، بل الأخطار تأتي من الخارج، فلبنان تجاوز حالة الانقسام الحاد، لأننا اختلفنا في السياسة لكننا لم نختلف على الوطن، فربح الوطن في النهاية.