ينتظر الرسميون وصول مبعوث فرنسي لبحث ملف سيدر وموفد البنك الدولي لتحديد ماهية المساعدة التقنية التي ينشدها لبنان في وقت باشر رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني زيارة للبنان هي الاولى لمسؤول ايراني بعد 17 تشرين الاول، والاولى لمسؤول ايراني منذ اغتيال قاسم سليماني والاولى لمسؤول اجنبي بعد تشكيل حكومة حسان وبالتالي فأن التهنئة الاولى واليتيمة حتى الساعة بتشكيل الحكومة تأتي من طهران في وقت يبتعد العرب ويغيب الاوروبيون ويكتفي الاميركيون بالمراقبة عن بعد وجس نبض عن قرب .
وكما في الايام التي سبقت سقوط القسطنطينية ينشغل المسؤولون بجنس الاستحقاقات المالية واذا كان يجوز ان تدفع او لا، والحجة المضحكة المبكية ان هناك من يخشى على سمعة لبنان التي اوصلها المنافقون والسارقون والناهبون الى ادنى قاع واسفل قعر. من يسمعهم يحاضرون في السمعة يخال ان امرأة قيصر بعثت وان نجمة شارع المتنبي دفنت مع انقاض المبنى الشهير الذي استقبلت فيه ولعقود امثال هؤلاء الذين لطالما عبدوا ربا واحدا وهو المال .
وبمعزل عن خطاب بيت الوسط الذي نعى تسوية وبدأ حملة تطهير في محيطه وبيئته مع الانتهازيين والوصوليين كما اسماهم الرئيس السابق للحكومة، الا ان الابرز في الخطاب انه لم يعلن حربا ولم يطلق مواجهة ولم يحي عظاما ولم يتزعم معارضة ولم يستفز حزبا كبيرا رغم انه غازل نجم الباليه ومسرح البولشوي نورييف لبنان وكاد ان يستغفر ويطلب السماح من زعيم كان بينه وبين والده ما صنع الحداد . لكن من جهة ثانية فأن خطاب السيد حسن نصرالله هو ما يجدر التوقف عند دلالاته ومدلولاته .
صحيح ان السيد حيد الحريري لكنه ذكره انه لن يبقى بلد اذا فشلت هذه الحكومة ليعود احد على حصان ابيض ويشكل حكومة جديدة،الامر الذي فسره كثيرون انه مؤشر لما سيحدث اذا رحلت او سقطت حكومة حسان دياب وهو الفراغ كمرحلة اولى واعادة انتاج السلطة وربما اعادة انتاج النظام برمته.
هذا الكلام لم يقله السيد لكن الوضع الاقتصادي المتدهور والمالي المتفجر والمعيشي المتقهقر لن يترك للسياسيين والممسكين حتى الان بزمام المسؤولية اي فرصة حتى لالتقاط الانفاس واستدراك الاحداث . ولعل الاشارة المعبرة في كلام السيد كانت في الدعوة الى حوار بين المعارضة والموالاة لضبضبة الوضع والحد من الخسائر ما يعني ان الحكومة غير موضوعة في الخدمة حاليا ويرجى المحاولة لاحقا معها لانها بالكاد تكاد تقوم بمهامها ليس في مئة يوم بل في مهلة مفتوحة كما لفت السيد الامر الذي فسره ايضا مراقبون ان الحكومة بحاجة لوقت طويل كي تنجز وتحرز . الفرنسي والبنك الدولي في بيروت والرئيس دياب يسعى لنيل درع التثبيت من عواصم قرار كمؤشر للاستمرار .
اما ملهاة الدولار فمستمرة ومأساة السحوبات غير مستقرة. اموالكم ليسوا لكم – الداخل مفقود والخارج مولود. تحول اللبنانيون من زبائن الى رهائن لبعض المصارف وكمثل يونان النبي يسعون للخروج من جوف الحوت والتخلص من طبقة كشفت عريها وعورتها حتى من ورقة التوت ..
