الناس وحكومتهم في واد، ورؤساء بعض التيارات والأحزاب في واد آخر.
عند الفريق الأول، اي الناس والحكومة، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد الفيروس القاتل، الذي خطف اليوم مواطنا لبنانيا ثانيا… أما عند الفريق الثاني، اي رؤساء بعض التيارات والأحزاب، فالمزايدة خيار دائم، وحتى المرض يسخر للقنص السياسي على حكومة الفرصة الاخيرة، وفق تعبير السفير الفرنسي في لبنان في مقابلته الاخيرة على الotv.
ففيما رئيس الحكومة يترأس اجتماعا للجنة المكلفة متابعة مسألة كورونا، ويعلن قرارات عدة، ومنها وقف الرحلات من والى بعض الدول، وبينها ايران، يطل احدهم بعد طول صمت، داعيا الى اقفال الابواب بوجه الكورونا من اي دولة أتى، شقيقة او صديقة. بعيدة او قريبة، قائلا: فلتكن سلامة اللبنانيين تتقدم على اي اعتبار.
وفيما يتلقى الرئيس حسان دياب تهاني سفراء على الاجراءات المتخذة منذ اليوم الاول وفقا للمعايير الدولية، على ما اشار اليوم في كلمته بعد اجتماع السراي، يتسلى البعض بالتغريد، ويسألون: إلى متى سيبقى مطار بيروت يستقبل من الشرق ومن الغرب طائرات الموت الموبوءة؟
وفي موازاة الموقفين السابقين، يرى موقف ثالث ان الحكومة ما زالت حتى الساعة تتعاطى بشكل خجول وغير كاف في مواجهة الكورونا… ربما لصرف النظر عن تناقض فاقع في الموقف من التشكيلات القضائية: ففيما يرى رئيس حزب ان فريق رئيس الجمهورية لا يريدها لأنها احترمت معايير معينة، يعتبر نائبه في رئاسة الحزب عينه ان المعايير احترمت في القضاء المدني ولم تحترم في الجزائي.
هذا مع الاشارة الى ان الموضوع الاخير، اي التشكيلات القضائية، دخل اليوم مرحلة جديدة، عمادها احترام الصلاحيات والمواقع، واعتماد المعايير الواضحة المحددة، لا الشعارات وركوب الامواج.
يبقى الملف الاقتصادي والمالي الذي تراجع مرحليا الى ادنى سلم الاهتمام الشعبي، في انتظار مسار التفاوض مع الدائنين الدوليين والخطة الاصلاحية على المستوى الداخلي.