Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 03/10/2020

السادسة وثماني ودقائق من مساء غد الأحد 4 تشرين الأول 2020، يكون قد مضى شهران بالتمام والكمال على انفجار المرفأ، الذي ضرب لبنان من أقصاه إلى أقصاه، وتسبب لشعبه من الويلات، ما لم تتسبب به حروب.

شهران بالتمام والكمال، ولكن في عين غالبية المنظومة السياسية اللبنانية، كأنهما دهران.

دهران، لأن المنظومة المذكورة لا تتصرف فقط وكأن الانفجار لم يحصل منذ شهرين فقط، بل كأنه لم يحصل على الإطلاق. فبالنسبة للمنظومة، لا الشهداء سقطوا، ولا الأهالي تألموا، ولا الدمار وقع، ولا المجتمع الدولي تحرك، ولا أضيفت كارثة كبرى إلى الكوارث الكثيرة التي حلت بلبنان على مدى ثلاثين عاما على الأقل.

فالمناكفات السياسية على حالها، وآخر تجلياتها المشهد الغريب الذي رافق المبادرة الفرنسية، ومساعي تشكيل الحكومة، وأدى إلى تعطيلهما: فريق سعى إلى الاستئثار بالسلطة، وفريق سعى إلى تكريس أعراف، فيما كان المطلوب، إطلاق العمل الجدي الهادف إلى الخروج من أزمة تكاد تميت الناس من العوز والجوع.

أما مكتوب الإصلاح، فمن عنوان الفشل في تشكيل الحكومة يقرأ، لأن من يعرقل تأليف حكومة منتجة وفاعلة وقادرة على رسم خطة وتطبيقها ضمن جدول زمني محدد، يرفض الإصلاح، ولو أعلن عكس ذلك، ويسعى إلى ديمومة لبنان مناطق النفوذ السياسية والمالية، وإلى ترحيل لبنان الدولة إلى مراحل لاحقة لن تأتي أبدا.

لكن، في مقابل المنظومة، يبقى صوتان صارخان: صوت الشعب اللبناني الصادق، الذي نزل إلى الشوارع في السابع عشر من تشرين الأول الماضي، قبل أن تنقض الأحزاب على الثورة الصادقة، وقبل أن تبدأ الدول باستثمارها في السياسة. الشعب الذي نادى بالإصلاح، ولم يقبل بالشتائم. الشعب الذي طالب بملاحقة المرتكبين جميعا أمام القضاء، وبناء على الدستور والقانون، ولم يعمم الاتهام، ليحمي الفاسد قصدا أو عن جهل.

أما الصوت الثاني، فصوت من لم يهبط على قصر بعبدا بمظلة المصالح الاقليمية والدولية، بل أصبح بحكم الصيرورة رئيسا، لأن شعبه، فرضه رقما صعبا في المعادلة، رغما عن الثالث عشر من تشرين، وعن المنفى، وعن التضييق السياسي وقوانين الانتخاب التي خطفت عدالة التمثيل. صوت، نادى الشعب الثائر منذ اليوم الأول إلى اللقاء والحوار، لأن الأهداف الاصلاحية التي رفعها ولو متأخرا واحدة، وثمة من سبقه إليه قبل ثلاثة عقود، ولم يزل يناضل في سبيل تحقيقها، متحديا موجات الاستهداف السياسي المتلاحقة، ومتحصنا من محاولات الاغتيال السياسي بمحاولات مستمرة لتحقيق خروق في جدار الفساد، لا بد أن تؤدي في نهاية المطاف إلى انهياره، وسوف يكون انهياره حينها عظيما، لأن المياه في المحصلة، لا بد أن تفتت الصخر…حتى لا يخرج في يوم من الأيام من يطالب بعفو عمن تسبب بمأساة المرفأ، على منوال المطالبين بعفو عشوائي، يكرر تجربة العفو عن قتلة الجيش، بدم ولا أبرد.